احتضنت دار الشباب لغدير بمدينة اليوسفية يوم الجمعة 19 من الشهر الجاري ، إحياء أربعينية المرحوم أحمد الزايدي، والتي نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وقد شهد الحدث حضورا لافتا للاتحاديات والاتحاديين بالإقليم فضلا عن مشاركة عدة وجوه حقوقية، وجمعوية، وسياسية، ونقابية. وقد تم افتتاح إحياء الأربعينية بقراءة الفاتحة ترحما على روح الفقيد وعلى ضحايا فيضانات الأقاليم الجنوبية، وبعد ذلك تتبع الحضور شريطا يلخص حياة الراحل ومساره الإعلامي والسياسي . هذا، وباسم الكتابة الإقليمية للحزب ألقى عبد الكبير حدان كلمة تأبينية عبر من خلالها عن ألمه العميق تجاه رحيل الفقيد وتعرض لجوانب مشرقة من مسيرته النضالية كوجه برز في المشهد الإعلامي، وانغماسه في الشأن السياسي بخوض معارك انتخابية قادها بشراسة صونا لأصوات الناخبين وضدا على تزوير إرادتهم ، مشيرا إلى أن المرحوم كان نموذجا للمسؤول الجماعي الناجح بممارسته لنضال القرب، وتميز أسلوبه في النقاش بالإقناع الجاد، ليخلص إلى أن المرحوم ظل داخل أسرته الاتحادية مناضلا فذا وأصيلا وقياديا وطنيا شهما. وتحت عنوان «الملف الاجتماعي والمسألة الديمقراطية.. ملاحظات ورهانات» ، قدم عبد العزيز ايوي عضو المكتب السياسي للحزب والكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل ، عرضا أبرز من خلاله التلازم القوي بين الملف الاجتماعي والمسألة الديمقراطية، حيث تطرق إلى أهمية نضالات الطبقة العاملة في انتزاع حقوق ينص عليها الدستور كالحق في التعليم والصحة والعيش الكريم، بالإضافة إلى اختيار من يتولى تدبير شؤونهم. وأوضح ايوي بأنه بفضل نضالات الطبقة العاملة تكتسب الديمقراطية معناها، مؤكدا بأن الملف الاجتماعي هو الكفيل بتحقيق التوازن داخل المجتمع وضامن الاستقرار الاجتماعي، كما تناول بتفصيل التدبير الحكومي للملف الاجتماعي مقدما بعض الأمثلة كالزيادات الصاروخية في المحروقات والمواد الأساسية، موضحا كيف فضلت الحكومة إعطاء الأسبقية للتوازنات الماكرو اقتصادية على حساب التوازنات الاجتماعية وضرب القدرة الشرائية للجماهير الشعبية، مما يغذي روح الاحتقان ويدفع إلى الاحتجاج ، متسائلا في الآن ذاته عن مآل مشروع الجهوية الموسعة في ظل غياب ضمانات للمواطنين تحفزهم على الانخراط في المشهد السياسي والتوجه إلى صناديق الاقتراع. وفي ختام كلمته أشار عبد العزيز ايوي إلى أن حزب الاتحاد الاشتراكي ظل دائما ضد السياسات والقرارات المجحفة، مستحضرا مرحلة حكومة التناوب التي جنبت المغرب «السكتة القلبية»، والتي تمكنت من وضع أسس لمعالجة المسألة الاجتماعية بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي وسمت المرحلة.