رغم تبني الدولة للمخطط الأخضر في أبريل 2008 كاستراتيجية وطنية متكاملة ومندمجة لتنمية المجال الفلاحي ببلادنا، إلا أنه مع الأسف ، هذه السياسة ، يقول فاعل سياسي من أبناء سرغينة « لم تشمل كل ربوع المملكة »، إذ لايزال الكثير من المناطق في الجبال والسهوب الشرقية لم تنل نصيبها من هذه البرامج وخاصة برنامج المغرب الأخضر، رغم أن منطقة سرغينة بإقليم بولمان تتميز بطاقة بشرية مؤهلة ، و بأراض شاسعة وخصبة، ومناخ جيد معتدل الحرارة في الصيف وكثير التساقطات الثلجية والمطرية في الشتاء ورطب في فصل الربيع، مما يجعل منها منطقة مهمة في الميدان الفلاحي والرعوي، ويضيف متسائلا « لماذا لم تعط لها العناية المطلوبة كباقي المناطق الأخرى في بلادنا؟». ولعل هذه النقطة الجغرافية من ربوع المغرب في أمس الحاجة إلى التفاتة وازنة لشؤونها الفلاحية على نحو خاص ، وإلى دعم قوي من السلطات المعنية لإنقاذها من براثين الإهمال ومرارة الإقصاء التي ساهمت في انتشار البطالة بين الشباب الحالم والطموح لخدمة أرضه ، وشجعتهم على الهجرة إلى المدن وبالتحديد هوامشها ، قصد البحث عن عمل يخرجهم من هاجس الانتظارية والبطالة ، و مساعدة أسرهم الفقيرة للحصول على لقمة العيش. وهنا يتساءل الفاعل السياسي والحقوقي والجمعوي « إلى متى ستظل جماعة سرغينة تعاني من التهميش والاقصاء؟ وإلى متى ستظل أبواب المسؤولين مغلقة في وجه المواطنين لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية؟ و إلى متى تضمن هذه المنطقة استقرار ساكنتها للاندماج في التنمية المستدامة بجميع أبعادها وأهدافها؟ متى يمر قطار التغيير عبر هذه المحطة المنسية تنمويا ؟ وهل يتغير واقعها إلى مستوى التطلعات والانتظارات المشروعة لأبنائها أم أن قطار التغيير لن يصل بعد الى هذه المنطقة؟ هذه مجموعة من الأسئلة يتمنى الرأي العام السرغيني أن تلقى إجابة سريعة من قبل المسؤولين والأوصياء على الشأن الاجتماعي للمنطقة قبل فوات الأوان..