مواطنة من مريرت، إقليمخنيفرة، لم تكتف بشكايتها الموجهة للجهات المسؤولة إقليميا ومركزيا، عندما فضلت استعراض شهادتها المؤثرة، على شريط فيديو، حول ما تعرضت إليه بالمستشفى المحلي لمريرت، فجر يوم 23 فبراير 2015، بعد أن أدركها ألم المخاض، وساعدها بعض الجيران في نقلها، على وجه السرعة، من آيت احمد واحمد إلى هذا المستشفى، حيث كانت البداية مهينة ومقيتة من خلال إجبارها على الوقوف والسير دون مساعدة من أحد، رغم ارتفاع كبير في ضغطها الدموي وعدم قدرتها على المشي، في حين صرخت إحداهن في وجهها مرغمة إياها على عدم الأنين والتألم، قبل أن تجد نفسها تحت «حصة» من الألفاظ الدنيئة والعنصرية، ومن التعذيب النفسي والجسدي، حسب روايتها على الشريط والشكاية المعممة على الجهات المسؤولة. ورغم الظروف الصحية والنفسية للمعنية بالأمر، ع. بشرى (37 سنة)، فقد تم استقبالها من طرف ممرضتي المداومة بموقف من التهكم إزاء اسمها على أساس أن اسم «بشرى» لا يناسب واحدة مثلها تنحدر من أصول أمازيغية صحراوية، ولم تتوقع بالتالي أن يتم قمعها ومنعها حتى من إطلاق آهاتها وصرخاتها جراء الآلام الكبيرة التي لم تحتملها، ذلك عندما صاحت إحدى الممرضتين المولدتين في وجهها «بَاركا مَن التْبُوحِيطْ» و»عْلاش تْحَمْلي وانت عَندك ربْعَة ديَال الدْراري»، وزادت فهددتها بتركها تضع حملها بمفردها إن لم ترضخ لمشيئتها. وكم ارتقت إحدى الممرضتين بتصرفاتها المتهورة حين خاطبتها المواطنة المذكورة ب «أختي»، في محاولة منها لبعث بعض الرحمة في قلبها، فواجهتها هذه الممرضة بألفاظ مهينة وحاطة من الكرامة الإنسانية من قبيل: «بزَّافْ عْليك نْكُون اختك آ الصَّحراويَة الخَانزة»، إضافة الى الاستهزاء من سنها بالقول: «انت اكبر من جَدَّة» و»يا وجه جهنم»، وفق ما أكدته المواطنة بنفسها ضمن شهادتها المرعبة. وبعد اشتداد المخاض، عمدت الممرضتان إلى التعامل مع المواطنة بطرق قاسية، والبداية من الضغط على بطنها بشدة على طريقة دهاليز التعذيب، ومن شدة تضورها لم تفطن لانحباس أنبوب «السيروم» على مستوى ذراعها، ما ترتبت عنه أثار غير طبيعية بموضع الحقن على شكل احتقان دموي، حيث لم يفتها الإشارة إلى ذلك بإظهار ذراعها أثناء استعراض ما عاشته من «جحيم» جعلها في لحظة من اللحظات، حسب قولها، تخاف على حياتها، سيما أمام مشهد وليدتها التي «سقطت بعيدة من شدة العنف أثناء عملية التوليد»، على حد ما ورد في شكايتها التي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها. وربما لم تكن المواطنة المذكورة تتوقع أن تصل العدوانية بالممرضتين إلى رميها بملابسها المبللة بصورة همجية من الاحتقار والتبخيس، وتركها عارية بجانب مولودتها عرضة للبرد القارس، إلى حين أشفقت عليها إحدى المواطنات وبعض الممرضين الذين التحقوا بعملهم في الصباح، وتم نقل رضيعتها للمستشفى الإقليميبخنيفرة لتلقي العناية اللازمة بعد عناية الله التي رعتها حين عمدت الممرضتان إلى «تركها دون عناية ولا غطاء أو تنظيف»، عكس ما هو متعارف عليه على مستوى مستشفيات العالم والأعراف والتقاليد. وفي هذا الصدد، أسرعت المواطنة المعنية بالأمر إلى مكاتبة مسؤولي المستشفى المحلي بمريرت، ثم وزير الصحة والمندوب الإقليمي لوزارة الصحة بخنيفرة، للمطالبة بمحاسبة الممرضتين عن سلوكهما الصادر عنهما وكأنهما، حسب الشكاية، غير راضيتين بمهنتهما أو لديهما رغبة في الانتقال لجهة ما، وشددت المشتكية على التدخل الفوري لرد الاعتبار لكرامتها وإنصافها في مواجهة الممرضتين المتهمتين اللتين لا علاقة لهما بمهنة «ملائكة الرحمة»، في حين لم يفت المواطنة، ضمن شريط الفيديو، استحسان ما لقيته من رعاية واهتمام على يد باقي الممرضين خلال الصباح الذي أعقب الليلة المشؤومة. المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بخنيفرة، المشهود له بالصرامة في مثل هذه المواقف، لم يتردد في الإعراب عن أخذه الموضوع بالجدية اللازمة، والبداية من مهاتفته للمواطنة المعنية بالأمر، كما أكد، في اتصال خاص به، على قراره بفتح ما يلزم من التحقيقات والتحريات، مع مساءلة الممرضتين في المنسوب إليهما، والالتزام الكامل بالإجراءات الضرورية باتجاه مبدأ ربط المحاسبة بالمسؤولية وتطبيق القانون.