لم تنفع مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ولا برامج محاربة الفقر، ولا الارتقاء بواقع العالم القروي، في إخراج الجماعة القروية أولاد الطيب، على المدخل الجنوبي لمدينة فاس والمتاخمة لمطار فاس سايس، من حالة الجمود ، هذا الواقع المتردي تزيد من حرارته اليوم مطرقة مؤسسة العمران ، لتقتطع منه خمس المساحة المشمولة بتصميم التهيئة، وتحول خمس أبناء الجماعة السلالية إلى «ضحايا» لتنمية محتملة أو منتظرة، في حالة من الغموض. ويتساءل الرأي العام بهذه المنطقة الفلاحية بعد أن أطلقت العمران مشروعا عقاريا للبيع : ما مصير أصحاب الأرض؟ وما قيمية التعويض المنتظر؟ ومتى سيتم الإفراج عن التعويضات؟ ومن هم المعنيون؟ سيما وأن السلطات المحلية ، حسب تصريحات بعض السكان ، حولت الجميع إلى ورثة، وتعاملت معهم كأطراف متكافئة الحقوق ،رغم أن الأب الهالك توفي منذ أكثر من 20 سنة والأبناء قسموا التركة ، وكل واحد تعامل مع قسمته بما يريده لنفسه. ثم هل إعادة إقحام النساء يستند إلى معرفة بواقع الأمور ؟ وكيف سيتم التعامل مع من تنازل عن هذه الأرض لغيره ؟ وكيف سيتم التعامل مع سطحيات هذه الأرض؟ تتكاثر الأسئلة وتتوالد، ولكن الخوف من المجهول يعقد الألسنة، ويمنع الناس من الحديث...فمتى الفرج؟