الأرقام والمؤشرات المسجلة على صعيد منطقة الحي الحسني بالدار البيضاء، المعلن عنها خلال اليوم العالمي لمكافحة داء السل، تؤكد وبالملموس على أن هذه الرقعة الجغرافية تعتبر منطقة موبوءة يتفشى فيها السل بقوة إذ تتصدر قائمة الإصابات على صعيد الجهة، بفعل عوامل متعددة أبرزها الهشاشة التي يعيشها مواطنو العديد من الأحياء والتجمعات السكنية، بالنظر إلى أن مرض السل تتداخل فيه عوامل متعددة صحية، اقتصادية، اجتماعية، وبيئية ... الخ. وضعية لم تشكل حافزا لمسؤولي الصحة على المستوى المحلي ولا على المستوى المركزي، وكذا على عهد المدير الجهوي السابق، إذ منذ إغلاق المركز الصحي ليساسفة 2 لمدة تزيد عن السنتين ووحدة داء السل غير موجودة على المستوى العملي، بعد أن تم نقل العاملين إلى قاعتين بالمركز الصحي السعادة، حيث تشتغل طبيبتان أخصائيتان وممرضان، في ظل انعدام قسم للأشعة وفي غياب «الباسيلوسكوبي» المساعد في الكشف عن الداء من خلال البصاق، مما يضطر المواطنين إلى القيام بذلك في القطاع الخاص، ضدا عن كل التصريحات الرسمية لوزير الصحة التي تتعهد فيه الدولة بمواجهة الداء من التشخيص إلى العلاج مرورا بتسليم الادوية؟ الخلل في التعاطي مع داء السل يتبين كذلك من خلال غياب «تحليلة» بسيطة إذا ما تورم مكانها تكشف عن وجود المرض، التي تنعدم في المستشفى ولا تحضر سوى في بعض المراكز المعدودة على رؤوس الأصابع وذلك لمدة تزيد عن السنة، في حين أن جهاز الكشف عن داء السل المقوم لا يتوفر سوى في آنفا وابن امسيك بعد اقتنائه من طرف الصندوق العالمي، هذا في الوقت الذي لا يزال فيه مركز الازهار الذي تم تمويله من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مغلقا دون توظيف منذ حوالي 6 أشهر، وهو الذي من المفروض أن يحتضن وحدة لمواجهة الداء، الامر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام عن استراتيجية مسؤولي الصحة وكل المتدخلين ، بما فيهم السلطة المحلية المرتبطة بصحة المواطنين خاصة في ارتباط بداء، كما هو الشأن بالنسبة لمرض السل.