الطيب الشكري على الرغم من إحتضار نظامها السياسي و تفاقم أزمتها المالية و تعاظم أوضاعها الإقتصادية و الإجتماعية إلا أن الجزائر تعاكس التيار ككل مرة و تستمر في غيها و نهجها العدائي الجديد القديم كلما تعلق الأمر بالمغرب و وحدته الترابية محاولة إقحام نفسها في قضايا لم تجن منها سوى الخيبات و الفشل طيلة نصف قرن من زمن سياسي بائد ، لم تستوعب معه و للأسف الشديد كل المتغيرات التي عرفها العالم و معه منطقة المغرب العربي الكبير كل هذه السنوات التي شهدت تحولات سياسية و إقتصادية و إجتماعية جذرية تحولت خلالها جزائر المليون و نصف المليون شهيد من دولة معافاة إلى كيان مريض سياسيا و منخور إقتصاديا بعد إفلاس نظامها الإقتصادي و إحتضار نظامها السياسي مع رئيس كيسح لازال يمارس صلاحياته في عرف وسائل إعلام جزائرية تحولت إلى بوق لتسويق الوهم الجزائري و للدعاية المدفوعة الأجر لأزلام قصر المرادية و عصابة الجنيرالات التي إستنزفت و لاتزال مالية الجزائر الجريحة و في مشهد كاريكاتوري مضحك تحولت فيه الحياة الصحية للرئيس الجزائري إلى مادة دسمة للإعلام الغربي و العربي الساخر ، فظلت معها الجزائر وفية لنهجها العدائي للمغرب و المغاربة و لوحدتنا الترابية و هي تعلم في يقينها أن زوال أطروحتها الإنفصالية أضحت مسألة وقت ليس إلا و أنها لن تجني من دعمها لشرذمة المرتزقة سوى المزيد من الخيبات و أن دعمها المادي المتواصل على مدى نصف قرن ذهب سدى و كان من الأجدر لحكام الجزائر توظيفه في تلبية احتياجات أبناء الجزائر ممن يعيشون أوضاعا مأساوية جراء السياسات التفقيرية التي تم نهجها و التي حولت الجزائر من دولة عصرية متقدمة إلى دولة مريضة برئيس مريض بلا صلاحيات تذكر يوظف فقط في المناسبات الرسمية و يصوت بقدرة قادر على نفسه في إنتخابات تمديدية له في أغبى مشهد على الإطلاق يسوق إلى شعب يتابع مسرحية رديئة في إنتظار فرج السماء. تعود الجزائر مرة أخرى إلى نفس اللعبة و بنفس اللاعبين و هي تعرف جيدا أنها تلعب في مباراة شارفت على نهايتها بعد إعلان المغرب عبر مندوبنا الدائم في الأممالمتحدة و أمام حشد كبير من الدول عن الإقبار النهائي لما يسمى بالإستفتاء الذي أصبح جزء من الماضي و أن الخيار الوحيد الذي يتوحد فيه العالم هو الدعم المطلق لمقترح المغرب منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تحت السيادة الكاملة للمملكة المغربية ، و مهما فعلت الجزائر و مهما ناورت فلن تصل إلى مبتغاها و إلى حلمها الذي تجتره منذ عقود و تحول اليوم إلى كابوس بعد تآكل الأطروحة الإنفصالية التي ظلت توظفها الجزائر في كل محفل أممي أو إفريقي . لقد نجح المغرب في تعرية الجزائر أمام العالم و كشف نواياها الحقيقية في ضرب و زعزغة إستقرار المغرب و إفريقيا التي تحتاج اليوم إلى دعم و مساندة للتغلب على المشاكل و المعضلات التي تنخر جسدها و أولها التصدي للجماعات الإرهابية التي اتخذت من بعض الدول الإفريقية المثخنة بالجراح منطلقا لتنفيذ هجماتها الإرهابية التي روعت الآمنين في بلدانهم ، فالنزاع اليوم أضحى واضحا و جليا بين الجزائر في مواجهة المغرب الذي يمشي بخطا ثابتة في التنمية و فتح الأوراش الإقتصادية الكبرى و في ضمان الأمن و الإستقرار لأبنائه فيما الجزائر تلكأ أطروحة بائدة و تحتضن إبنا غير شرعيا استنزقها ماليا قبل أن تستفيق على أزمة مالية خانقة أصبحت فيها احتياطاتها المالية مهددة في أية لحظة قد تلجأ إليه إذا إستمر وضعها الإقتصادي و المالي في التدهور . لقد عاش المغاربة فصولا طويلة من إستعداء الجزائر لوحدتنا الترابية منذ إعلان الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله عن تنظيم المسيرة الخضراء التي نستعد هذه الأيام لإحياء ذكراها 42 و منذ ذلك التاريخ جند الحكام الذين تعاقبوا على حكم الجزائر كل امكاناتهم من أجل هدف واحد هو استهداف المغرب باختلاق كيان وهمي و حشد الدعم له عبر توظيف عائدات النفط والغاز و ترك أبناء الجزائر يعيشون وضعا اجتماعيا يتقاقم سنة بعد أخرى، المثير للاستغراب أنه و طيلة هذه العقود و الجزائر تعرف جيدا أنها دخلت معركة خاسرة لن تجني منها سوى المزيد من العزلة و من خلق أجيال معادية لبعضها البعض بدلا من انخراطها في المشروع الوحدوي لاتحاد المغرب العربي و الذي كان منتظرا أن يكون بمثابة جسر عبور لأبناء الاتحاد إلى واقع إجتماعي و اقتصادي مغاير لما هو عليه اليوم