فرقت الشرطة الجزائرية احتجاجا مناهضا للحكومة واعتقلت العشرات من المحتجين، أول أمس الأربعاء، قبل يوم واحد من انتخابات الرئاسة، التي انطلقت أمس الخميس عناصر أمنية جزائرية تلقي القبض على مواطنين ويتوقع أن تسفر عن إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، رغم أنه مصاب بجلطة في الدماغ. وحاولت مجموعات صغيرة من حركة بركات (كفى) تنظيم اعتصام بوسط العاصمة الجزائر قبل أن يحيط بها رجال الشرطة ويجرون أفرادها بعيدا. وقال محتج يدعى ماسي "نحن ننفذ هذا الاعتصام للتنديد بهذه المسرحية الانتخابية. نحن نتظاهر سلميا ولا ندعو إلى ثورة أو نحاول إثارة المتاعب". وفرقت الشرطة عدة مجموعات صغيرة من المحتجين بعضهم كان يلوح بالعلم الجزائري بلونيه الأبيض والأخضر. وقوبلت بعض المجموعات بأنصار للرئيس بوتفليقة يهتفون تأييدا له. والمظاهرات في الجزائر محظورة منذ سقط عدد من الأشخاص قتلى في اشتباكات خلال احتجاج عام 2001. وبعد أن كانت الشرطة تفرق احتجاجات أعضاء حركة بركات في البداية فقد سمحت لهم أخيرا بتنظيم مظاهرات احتجاجا على قرار بوتفليقة خوض الانتخابات. ولا تجتذب هذه المظاهرات سوى أعداد صغيرة من الناس. افتتحت صناديق الاقتراع اليوم حيث ينتخب الجزائريون رئيسهم تحت حراسة أمنية مشددة، ومنافسة حادة بين عبد العزيز بوتفليقة الذي يريد ولاية رابعة، وعلي بن فليس الذي حذر مرارًا من التزوير، ما زاد من التوتر في حملة انتخابية لم تحمل المفاجآت. افتتحت مكاتب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الخميس في الساعة الثامنة (7.00 تغ) حسب ما أفاد مراسل وكالة فرنس برس في المدرسة التكميلية باستور بوسط العاصمة الجزائرية. وقام رئيس مكتب التصويت بتوزيع أوراق الانتخاب للمرشحين الستة وهم الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة ومنافسه الأول علي بن فليس ورئيسة حزب العمال التروتسكي لويزة حنون، بالإضافة إلى عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل وعلي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54 وموسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية. وتجري عملية الانتخاب من الساعة الثامنة صباحا إلى السابعة مساء، مع إمكانية تمديد مدة الاقتراع بساعة واحدة في مكتب واحد أو عدة مكاتب بقرار من الوالي (المحافظ). ويعمل على تأمين انتخابات الخميس أكثر من 260 ألف شرطي ودركي لحماية حوالي 23 مليون ناخب سيدلون بأصواتهم في 50 ألف مكتب تصويت لاختيار رئيس من بين ستة مترشحين، منهم امرأة واحدة هي لويزة حنون، رئيسة حزب العمال التروتسكي. وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني تجنيد 186 ألف شرطي لتأمين السير الحسن للرئاسيات في 17 أبريل في 27582 مكتب اقتراع تابع لقطاع الاختصاص. من جهتها، جندت قوات الدرك الوطني المكلفة بالأمن في المناطق الريفية أكثر من 78 ألف دركي، بالإضافة إلى الضباط المؤطرين لهم. والجديد هذه المرة هو تجنيد وحدات حفظ الأمن في المناطق، التي شهدت توترًا خلال الحملة الانتخابية، مثل غرداية ومنطقة القبائب وباتنة وخنشلة. وأكد محمود جامع، والي غرداية، لوكالة الأنباء الجزائرية نشر جهاز أمني مكثف داخل وبمحيط مكاتب الاقتراع في مدينة الواحات، التي تشهد مواجهات بين العرب والأمازيغ، منذ أكثر من أربعة أشهر، أسفرت عن عشرة قتلى. يترشح بوتفليقة لولاية رابعة رغم متاعبه الصحية، التي أعقبت إصابته بجلطة دماغية في العام الماضي، استدعت غيابه عن الجزائر ثلاثة أشهر للعلاج في باريس. وما زال الرئيس يخضع لإعادة تأهيل وظيفي، لاستعادة قدرته على الحركة والنطق. ودعا بوتفليقة، الذي غاب عن تنشيط الحملة الانتخابية، الجزائريين إلى التصويت وعدم الاستجابة لنداء المقاطعة. وبالنسبة إلى بوتفليقة، الذي لم يشارك في الحملة الانتخابية بسبب مرضه، "الامتناع عن التصويت، أن كان من باعث نزعة عبثية، ينم عن جنوح عمدي إلى عدم مواكبة الأمة وعن عدول عن مسايرتها والانتماء إليها". ودعا تحالف من أربعة أحزاب إسلامية وحزب علماني ومعهم المرشح المنسحب من الانتخابات احمد بن بيتور إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة الخميس، واقترحوا مرحلة انتقالية ديمقراطية بعد 17 أبريل. وشكلت نسبة المشاركة في الانتخابات تحديًا دائمًا بالنسبة إلى السلطة المتهمة بتزويرها، تمامًا كما تزور نتائج التصويت، بحسب المعارضة.