سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوهلال يدعو بواشنطن إلى تعزيز التعاون المغربي الأمريكي في مجال التجارة والاستثمار في ندوة المغرب بوابة لولوج ثلاث قارات بمقر غرفة التجارة بالولايات المتحدة
دعا رشاد بوهلال، سفير المغرب بالولايات المتحدةالأمريكية، أول أمس الثلاثاء بواشنطن، إلى تعزيز التعاون المغربي الأمريكي في مجال التجارة والاستثمار، خاصة عبر عقد لقاءات منتظمة بين الفاعلين الاقتصاديين من البلدين. وأبرز بوهلال، الذي كان يتحدث في ندوة بمقر غرفة التجارة بالولايات المتحدة حول موضوع "المغرب، بوابة لولوج ثلاث قارات"، أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة والولايات المتحدة ستتعزز أكثر بفضل تبادل المعلومات والمعارف والخبرات وتنظيم الدورات التكوينية. كما أشار الدبلوماسي المغربي إلى "الشراكة الاستثنائية العريقة" التي تجمع بين الرباطوواشنطن، شراكة تتميز بآليات مبتكرة، وتتمثل في الحوار الاستراتيجي الذي دخل حيز التنفيذ منذ شتنبر 2012، واتفاق التبادل الحر الذي يشكل "نجاحا كبيرا". بهذا الصدد، أوضح بوهلال أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين مافتئت تتعزز بعد التوقيع على اتفاق التبادل الحر الذي يدخل في إطار استراتيجية شاملة لانفتاح الاقتصاد المغربي على السوق العالمية. كما ذكر بالاتفاق المبرم في أكتوبر الماضي بين ميناء ولمينغتون (ولاية ديلاوير) ومجموعة التصدير (فريش فروت المغرب) الذي يتمحور حول استيراد الكليمانتين المغربي نحو سوق أمريكا الشمالية، في أفق سنة 2017. وفي معرض حديثه عن المبادلات التجارية بين المغرب والولايات المتحدة، أبرز الدبلوماسي المغربي أن هناك ارتفاعا منتظما في قيمة المبادلات بمعدل 23 في المائة في المتوسط، إذ انتقلت من 1,04 مليار دولار سنة 2005 إلى 3,93 ملايير دولار سنة 2012. وأوضح سيوفي، في الندوة نفسها أنه بفضل الدينامية الإصلاحية التي تستبق حاجات المستثمرين الأجانب ووجود بنيات تحتية متطورة، فضلا عن اليد العاملة المؤهلة جدا، يتمركز المغرب ك"أرضية حيوية" في مجال الأعمال بالمنطقة. وذكر في هذا الإطار، بالعدد المتزايد للشركات الدولية التي تنشط في قطاعات حيوية كصناعة الطيران والخدمات المالية، التي اختارت المغرب من أجل توسيع أنشطتها، مشيرا إلى أن هذه الشركات المتعددة الجنسية تحفزها البنيات التحتية الموضوعة رهن إشارتها كالمنطقة الحرة لصناعة الطيران بالدارالبيضاء والمحطة الصناعية المندمجة (ميدبارك) والمركز المالي الدولي بالدارالبيضاء. وأشار سيوفي، الذي يشغل أيضا منصب المدير العام ل(سيتي بانك) بالمغرب العربي، إلى أن المغرب وضع إجراءات "'ملموسة" بهدف تشجيع وحماية الاستثمارات، مضيفا أن هذه الجهود ساهمت في الانفتاح على العالم وتحديث التنظيم المؤسساتي. كما لاحظ أن المغرب، القوي بمؤهلاته الاقتصادية وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، يشكل "أرضية جذابة" بالنسبة للشركات الأمريكية التي تطمح إلى استكشاف الفرص في الأسواق الإفريقية والأوروبية. وأكد روبرت تاشيما، رئيس تحرير منطقة إفريقيا ب"أكسفورد بيزنيس غروب" أن المغرب يمنح فرصا استثمارية "هائلة" للمقاولات والشركات الأمريكية في العديد من القطاعات الرئيسية. وأوضح تاشيما، في مداخلته خلال الندوة المذكورة أن "المغرب قام بعدة إصلاحات مهمة بهدف تبسيط مساطر الاستثمار والتوفر، على الخصوص، على نظام ضريبي مبسط وحديث". كما أبرز التطور "المذهل" الذي شهدته البنيات التحتية للنقل وانتشار المناطق الحرة في مختلف مناطق المملكة، مشيرا إلى أن هذه المزايا جعلت من المغرب وجهة "مفضلة" للاستثمار الأجنبي. ودعا تاشيما، في هذا الصدد، رجال الأعمال والمقاولات الأمريكية إلى اغتنام الطفرة الاقتصادية، التي تشهدها المملكة وقربها الجغرافي من أوروبا من أجل توسيع أنشطتها واستثماراتها. وفي السياق نفسه، ذكرت جوليان فورمان، مديرة شركة (بولي ديزاين)، إحدى المقاولات المستقرة بالمنطقة الحرة لطنجة، أن المغرب انخرط في مسلسل تعزيز البنيات التحتية للتصدير، خاصة من خلال إنشاء مناطق حرة ملائمة، كتلك التي توجد بمدينتي الدارالبيضاء والناضور. وأضافت في هذا الإطار أن المنطقة الحرة لطنجة الخاصة بالصادرات تشكل "قصة نجاح" للشركة التي تديرها، إذ تمكنت من تصدير منتجاتها إلى أسواق بعيدة مثل المكسيك والصين. من جانبه، اعتبر مولاي حفيظ البلغيتي، المدير التنفيذي لشركة (واغا إنجينيرينغ) المتخصصة في صناعة الطيران والسيارات ومقرها في الدارالبيضاء، أن المغرب أصبح قاعدة "مرجعية" في مجال صناعة الطيران، مضيفا أن إنشاء وحدة للعملاق الكندي "بومبارديي" بالدارالبيضاء يعد خير مثال على ذلك. وأشار في هذا الخصوص إلى مساهمة معهد مهن الملاحة الجوية بالدارالبيضاء، الذي يضع رهن إشارة المقاولات الكبرى يدا عاملة على "درجة عالية من الكفاءة" ومتمرسة في مجال تخصصها.