أفاد تقرير التقييم الوطني حول المبادرة الإقليمية لمواجهة ندرة المياه، أن معدل الجوع بالمغرب تراجع بنسبة كبيرة سنة 2013، حسب المؤشر العالمي للجوع. وخلص التقرير، الذي قدم أمس الثلاثاء، في ورشة وطنية نظمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" بالمغرب، حول المبادرة الإقليمية لمواجهة ندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" إلى أن المغرب يواجه مخاطر متزايدة في ما يخص الأمن الغذائي، نتيجة الاصطدامات الخارجية المرتبطة بتغيرات الأسعار في الأسواق الدولية والتغيرات المناخية، وفي الوقت ذاته يواجه تحديات داخلية مرتبطة بانخفاض الإنتاج الفلاحي نتيجة قلة الموارد المائية البديلة بكلفة مناسبة، وارتفاع الطلب الغذائي نتيجة ارتفاع النمو الديمغرافي والاقتصادي من جهة، والانتقال إلى نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية من جهة ثانية. وأشار التقرير إلى أن التحليل الاقتصادي بيّن أن هناك هوامش لتحسين جودة انتقاء مشاريع الاستثمارات لمعالجة الفوارق الإنتاجية، خاصة من خلال التدقيق في برامج الاستثمار العمومي ومن خلال التحفيز. وقال ميشال جورج هاج، ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالمغرب، في كلمة بالمناسبة، أن المغرب كباقي خمس دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اختير كبلد رائد، نتيجة لتجربته الغنية في تدبير قطاع الماء، كما وافق للمساهمة في هذه التجربة التي تهدف إلى تطوير إستراتيجية التعاون الإقليمي في التدبير الدائم للماء في انتظار تحسين الأمن الغذائي بالمنطقة. وأشار ميشال إلى أن الزراعة الدولية يجب أن تواجه التحديات المطروحة، ونظرا للتغيرات العميقة في نظامنا الغذائي والفلاحي، يضيف ميشال، أنجزت الدول الأعضاء في منظمة "فاو" عملا متميزا يهدف إلى تحسين تغذية وفلاحة مستدامتين، لكن رغم ذلك، هناك الكثير يجب القيام به. ومن هذا المنطلق، أوضح ميشال، ستعمل "فاو" على إطلاق مبادرة جديدة ذات رؤية مشتركة من أجل تحسين تغذية وفلاحة مستدامتين. من جهتها قالت شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة الكلفة بالماء في تصريح ل"المغربية" إن "المغرب يواجه تحديات مرتبطة بندرة المياه، وأن هذه التحديات يجب رفعها من خلال وضع آليات حكامة جيدة تعتمد على الاستغلال الرشيد للموارد المائية لضمان استمراريتها، وتنويع موارد الاستغلال عبر اللجوء إلى موارد بديلة كتحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة واستعمالها في سقي المساحات الخضراء. وشهد هذا اللقاء إطلاق مبادرة ثانية تنبثق من رؤية مشتركة من أجل بلوغ تغذية وفلاحة مستدامتين.