كشف مصدر مطلع أن القوات العمومية تمكنت، أول أمس الاثنين، من إيقاف 4 أشخاص متورطين في أحداث الشغب التي عاشتها مدينة الداخلة. وكانت المدينة شهدت، ابتداء من الحادية عشرة من ليلة الأحد الماضي، وأول أمس الاثنين، قيام عدد من العناصر المتبنية للطرح الانفصالي بالتجمهر أمام المستشفى العسكري بالمدينة، بعدما تأكد خبر وفاة السجين (حسنا الوالي)، الذي كان يقضي عقوبة سجنية على خلفية تورطه في أحداث عنف كانت المدينة مسرحا لها خلال سنة 2011. وذكر المصدر أن الوالي وافته المنية حوالي العاشرة ليلا من اليوم نفسه متأثرا بأزمة صحية طارئة ناجمة عن ارتفاع في السكر. ورشق المتجمهرون القوات العمومية بالحجارة، ما تسبب في إصابة رجلي أمن وأربعة من أفراد القوات المساعدة بجروح طفيفة، في حين تمكنت عناصر القوات العمومية من احتواء الموقف وإيقاف 4 من المتجمهرين المحرضين على العنف، الذين جرى وضعهم رهن الحراسة النظرية، بناء على تعليمات النيابة العامة. ويشكل هذا التجمهر، حسب المصدر نفسه، حلقة أخرى في مسلسل يائس تقوده لعناصر تتبنى الطرح الانفصالي، الذي يترجمه استغلال أي حدث أو نازلة، حتى ولو كان عرضيا، لاستفزاز عناصر القوات العمومية. من جهتها، أكدت السلطات المحلية لولاية جهة وادي الذهب لكويرة، أنه بمجرد شيوع خبر وفاة الوالي، "قامت مجموعة من العناصر المتبنية للطرح الانفصالي، كعادتها، بمحاولة الركوب على هذا الحادث واستغلاله سياسيا، بترويج مجموعة من الشائعات حول ملابسات وفاة المعني بالأمر، من قبيل أن السلطات الطبية والإدارية لم توله العناية الطبية اللازمة، بل حاول هؤلاء ترويج فكرة أنه توفي في ظروف غامضة". وأبرزت أن مجموعة من العناصر المشاغبة قامت، الأحد الماضي، برشق بوابة المستشفى بالحجارة والتحريض على اقتحامه، ما استدعى تدخل قوات حفظ النظام بغية تفريقهم واحتواء الوضع. بعد ذلك، تفرق المعنيون بالأمر إلى مجموعات قامت برشق أفراد القوات العمومية بالحجارة، ما أسفر عن جرح بعضهم، وعن تكسير زجاج بعض السيارات الخصوصية، وإضرام النار في صناديق القمامة وفي العجلات المطاطية، معرقلين بذلك حركة السير والجولان بكل من شارعي محمد الخامس والمسجد وبحي الأمل. يأتي هذا في الوقت الذي عبر أفراد عائلة حسنا الوالي كما جاء في قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن إيمانهم بقضاء الله وقدره، ولم يشككوا، في أي وقت من الأوقات، في ظروف وفاة ابنهم، خصوصا أنه، ولأسباب إنسانية، سمح لهم بزيارته بالمستشفى قصد الاطلاع على حالته الصحية. وأفادت السلطات المحلية لولاية جهة وادي الذهب لكويرة أن السجين المسمى قيد حياته حسنا الوالي، والمحكوم بثلاث سنوات سجنا نافذا، كان أدين من طرف محكمة الاستئناف بالعيون على خلفية أحداث الشغب التي شهدتها الداخلة، بتاريخ 25 و26 شتنبر 2011، عقب مباراة كرة القدم التي جرت بهذه المدينة يوم 25 من الشهر نفسه. أما المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج فأكدت، في بلاغ لها، أنه قد "سبق نقل المعني بالأمر إلى مستشفى الحسن الثاني بالداخلة، بسبب معاناته من آلام على مستوى المعدة، حيث أمر الطبيب المعالج بالمستشفى بالاحتفاظ به لإجراء كشف بالمنظار، صباح يوم الخميس المنصرم، وهو ما تم بالفعل، إلا أنه دخل، يوم الجمعة، في غيبوبة مفاجئة، وهو ما تطلب نقله بصفة استعجالية إلى المستشفى العسكري للمدينة، حيث أودع هناك بمصلحة الإنعاش تحت العناية المركزة، قبل أن توافيه المنية". وأكد البلاغ أن الراحل حظي طيلة فترة اعتقاله بالرعاية الطبية الضرورية، التي تمثلت في العديد من الفحوصات والعلاجات طبية، والتي بلغ عددها 36 فحصا طبيا، 20 منها بمصحة المؤسسة و16 فحصا بالمستشفى العمومي لمدينتي العيونوالداخلة (ستة منها بقسم المستعجلات، وستة أخرى بمصلحة الأشعة، وثلاثة بمصلحة العظام والمفاصل، وفحص واحد بمصلحة الجهاز الهضمي كان بتاريخ 24 / 09 / 2014)". وأشار إلى أن الراحل كان خضع لفحص طبي عند إيداعه المؤسستين السجنيتين (العيونوالداخلة)، طبقا لمقتضيات المادة 52 من القانون المنظم للسجون، التي تنص على إخضاع النزلاء الجدد لفحص طبي داخل ثلاثة أيام على الأكثر، و"هو الفحص الذي تبين من خلاله أنه يتمتع بصحة جيدة، كما أنه لم يصرح ولم يدل حينها بما يفيد إصابته بأي مرض مزمن".