تتواصل التنديدات داخل المغرب وخارجه، بشأن احتجاز البوليساريو لطالبة صحراوية عمرها 23 سنة، ومنعها من السفر للدراسة في الخارج. ويتعلق الأمر بالشابة محجوبة محمد حمدي داف، ففي تحد سافر لمبادئ حقوق الإنسان، أقدمت البوليساريو، في غشت الماضي، على إيقاف محجوبة، الحاملة للجنسية الإسبانية، وسحب وثائق الهوية وجواز سفرها ونهب نقودها، وحجزها في منطقة نائية في الغرب الجزائري. وجاء في بيان استنكاري، أصدرته جمعية التضامن الدولي للتنمية والتعايش بالعيون، أن الجمعية تشجب العمل التعسفي لميليشيات البوليساريو، وتعلن تضامنها المطلق مع محجوبة. ودعت الجمعية في بيانها إلى تكثيف الجهود، خاصة من قبل منظمات حقوق الإنسان الإقليمية والدولية لتكثيف الضغط على البوليساريو والسلطات الجزائرية، من أجل الإسراع بالإفراج عن الطالبة المحتجزة. كما دعت الجمعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته كاملة حيال ما يتعرض له الصحراويون داخل مخيمات تندوف من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان. من جهته، أكد الداهي أكاي، رئيس جمعية المفقودين في "البوليساريو" وأحد السجناء السابقين بمخيمات تندوف، أن ما "تتعرض له محجوبة محمد حمدي داف من احتجاز وانتهاكات حاطة بالكرامة الإنسانية ما هو إلا غيض من فيض"، مشيرا إلى أن "البوليساريو مازالت تمارس أشكال التعذيب في حق المحتجزين، الذين يعيشون تحت وطأة القهر والذل بمخيمات تندوف. وأضاف أن جمعية المفقودين في "البوليساريو"، تناشد المنظمات والفعاليات الحقوقية الدولية للضغط على "البوليساريو" والجزائر للإفراج عن هذه الشابة الصحراوية. في السياق نفسه، قال محمد الطالب، فاعل جمعوي وعضو بالمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، إن ممارسات البوليساريو، التي صدرت في حق الشابة الصحراوية، هي "سلوكات غريبة، تؤكد مرة تلو الأخرى أن ميليشيات البوليساريو مازالت ترتكب العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان داخل مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري". وأضاف الطالب أن ما تعرضت له هذه الشابة الصحراوية بتندوف من ممارسات لاإنسانية، ما هو إلا جزء مما أبرزته تقارير منظمات حقوقية دولية من انتهاكات في حق المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف، مشيرا إلى أنه لا يمكن متابعة خروقات "البوليساريو" يوميا في حق هؤلاء المحتجزين، ما لم تتوفر الآليات الكفيلة لوضع حد لها. كما أدانت فعاليات حقوقية وجمعوية من مدينة طنطان احتجاز محجوبة، واستنكر الفاعل الحقوقي والجمعوي، المحجوب هندا، استمرار احتجاز الشابة الصحراوية وحرمانها من أبسط حقوقها، معتبرا أن هذا الفعل الإجرامي يمثل انتهاكا صارخا وغير مقبول لحقوق الإنسان، كما هو متعارف عليه دوليا، ويكشف زيف ادعاءات البوليساريو وصانعتها الجزائر، اللتين تدعيان الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية. ومن إسبانيا، قال المدير العام السابق لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، فيديريكو مايور، إن "احتجاز" الشابة الصحراوية منذ الصيف الماضي من قبل "البوليساريو"، يشكل "دليلا جديدا على انتهاك حقوق الإنسان" بمخيمات تندوف. وأكد مايور أن "الأمر يتعلق فعلا بدليل جديد على انتهاك أبسط حقوق الإنسان" في هذه المخيمات، التي تسيطر عليها الجزائر، معربا عن "انشغاله الشديد" بوضع هذه الشابة المحتجزة رغما عنها/ والمهددة بالقتل إن هي حاولت الهرب من المخيمات. يذكر أن الشابة محجوبة محمد حمدي داف، التي تعمل منذ بضعة أشهر لحساب مؤسسة "ميريكوريكير" بلندن، والتي كانت تعتزم متابعة دراستها العليا بالعاصمة البريطانية، توجهت، الصيف الماضي، إلى مخيمات تندوف من أجل زيارة والديها، ليقع تجريدها من جواز سفرها ونقودها، لمنعها من العودة إلى أوروبا، التي كانت مقررة في 18 غشت الماضي.