تحدثت بوعيدة، في حوار خصت به جريدة "لوماتان"، عن الانعكاسات السياسية والاقتصادية لهذه القمة، وكذا الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية. ما هي حصيلة انعقاد الدورة الخامسة لقمة ريادة الأعمال العالمية بمراكش؟ إن نجاح هذا الحدث يشهد على جودة العلاقات الاستثنائية بين المغرب والولاياتالمتحدة، كما يشهد على نجاح من مستوى عال للحوار الاستراتيجي بين البلدين. إنها فرصة سانحة كي نبرز أن باستطاعة بلدينا تحقيق مشاريع عدة معا، وأن لهما رؤية مشتركة ويتقاسمان القيم نفسها. من جهة أخرى، إنها المرة الأولى التي ينعقد فيها الحدث على أرض إفريقية، وهذا نابع من الموقع الجيو-استراتيجي للمغرب، باعتباره حلقة وصل جهوية لريادة الأعمال. وهذا ما استنتجه المؤتمرون، فطيلة الثلاثة أيام من الأشغال، جرى الحديث عن المغرب كأرضية جهوية لريادة الأعمال، وباعتباره بوابة لإفريقيا، والبلد الذي يجمع بين كل القارات. القمة كانت أيضا مناسبة للتعريف بالتقدم والتطور، الذي يحققه المغرب على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وهكذا، استطعنا أن نتقاسم مع أزيد من 50 دولة تجربتنا في مجال الأمن الغذائي الفلاحي، والتدبير الصحي والطاقي، وفي الطاقات المتجددة، وغيرها... أعتقد أن هذا الحدث كان واجهة جيدة مكنت المغرب من تقييم سياسات المملكة، وإشراك الشباب والقوى الحية، التي يتوفر عليها بلدنا وكذا قارتنا. ما هي أهم المبادرات التي أعلن عنها خلال هذه القمة؟ هناك الكثير، أذكر منها إنشاء أرضية افتراضية لريادة الأعمال بالمغرب، والاتفاقيات الموقعة بين الجامعات المغربية والأمريكية لإحداث "كرسي" ريادة الأعمال داخل الجامعات المغربية،وهناك أيضا مشروع اتفاقية لإنشاء "مدينة" لريادة الأعمال، وإطلاق صندوق رأسمال المخاطر خاص بالمقاولين. كما يمكن ذكر تمديد MCC والإعلان عن MCC ثلاثي بين المغرب والولاياتالمتحدة والدول الإفريقية. وهناك أيضا اتفاقيات في القطاع الخاص، وقعت على هامش القمة بين المقاولات الكبرى وشبكات المقاولين الشباب، من أجل تأهيل ريادة الأعمال داخل هذه الشبكات، لكن أيضا داخل الثانويات والجامعات. هل تعتقدون أنكم بلغتم الأهداف التي وضعتموها في البداية، فيما يخص صورة المغرب وإشعاعه على المستوى الدولي؟ يمكنني القول إننا تجاوزنا بكثير الأهداف التي سطرناها. كان هدفنا الأساسي سياسيافي المقام الأول، لأننا همنا هو موقع المغرب كمنصة إقليمية لريادة الأعمال. لم نقتصر بتحقيق هذا الهدف اليوم، بل خرجنا بنتائج واقعية. سجلنا نسبة مشاركة فاقت توقعاتنا: أكثر من 6000 مشارك، في حين كنا نتوقع 3000. كما سجلنا أيضا أكثر من 20 مليون ولوج للإنترنت وهو معدل قياسي. كما تم تنظيم ورشات ولقاءات رسمية مهمة جدا وسجلنا أكثر من 600 لقاء B إلى B بين جهات مانحة وأصحاب مشاريع. ما هي الآثار الاقتصادية التي نتجت عن ذلك؟ الآثار الاقتصادية كانت جيدة جدا، إذ أعلنت صناديق متخصصة نيتها الاستثمار في CFC، أسفرت اجتماعات بين شركات محلية والجهات المانحة الأجنبية عن عقد صفقات كبيرة تسمح بالتالي بخلق المزيد من فرص العمل... مثل الاستحواذ على شركة متخصصة في المواد الغذائية، التي ستمكن من خلق حوالي مائة فرصة عمل... لقد تمكنا أيضا، بحضور الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات (AMDI)، من الالتقاء بالعديد من المسؤولين الكبار، الذين كانوا حاضرين، والذين بالطبع سيعودون إلى المغرب. لدينا الآن عدد مهم من رجال الأعمال وكبار المديرين والمسؤولين، الذين تمكنوا من اكتشاف بلدنا ويرغبون في الاستثمار فيه. أين وصلت لجنة متابعة الحوار الاستراتيجي، الذي تم إرساؤه قبل سنة من طرف جلالة الملك محمد السادس، خلال زيارته الولاياتالمتحدة؟ أود أن أذكركم أنه في إطار الحوار الاستراتيجي، تم إنشاء ثلاث لجان: سياسية واقتصادية وثقافية. وجميعها تعمل في وئام وتسهر على ضمان تنفيذ الإجراءات المتفق عليها، خلال الزيارة التي قام بها جلالة الملك. وفي هذا الإطار عقدنا الأسبوع الماضي في الرباط اليوم الثقافي حول المرأة في الديانات السماوية، وخلال الأسبوع الحالي ننظم منتدى ريادة الأعمال. هذا العمل الذي يتم القيام به اليوم، يدل على قدرتنا نحن الاثنين على حد سواء، على تجاوز الخطابات الجامدة للسير نحو تنفيذ أفكارنا وسياساتنا على أرض الواقع. خلال حفل افتتاح منتدى ريادة الأعمال، أعلن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن تمديدا بقيمة 50 مليون دولار لتحدي الألفية الثانية للتعاون، أين وصلت الآن المفاوضات بين المغرب والولاياتالمتحدة، من أجل توقيع الاتفاق الثاني؟ حققنا تقدما جيدا، وأعتقد أنه في القريب سوف نوقع على الاتفاق الثاني من تحدي الألفية الثانية للتعاون، وأكثر من ذلك، كما قلت، نحن في إطار التحضير لاتفاقثلاثي بين المغرب والولاياتالمتحدة ودولتين أخريين من إفريقيا، إذ أن المغرب مدعو لتقاسم تجربته. والولاياتالمتحدة على هامش منتدى ريادة الأعمال؟ إضافة إلى الاتفاقيات التي يجري إعدادها للتوقيع، هناك إرادة سياسية من كلا الجانبين لتشجيع علاقتنا وتعزيزها كل عام أكثر. إن أي علاقة يجب تغذيتها، والاشتغال من أجلها. هناك حاليا العديد من الأفكار المشتركة يتم التباحث فيها لتعزيز شراكتنا.