كشف محمد أشور، المخرج والمشرف العام على هذا العمل الفني، أن فكرة تنظيم هذا العرض حلم راوده، منذ عقد من الزمن، وظلت الفكرة تختمر بداخله إلى أن قرر تحقيقها وتقديمها للجمهور في قالب فني يجمع مبدعين مغاربة وأجانب كل حسب كفاءته، وموهبته وحرفيته وانضباطه، لكن يجمعهم عشق الرقص. وأضاف في السياق نفسه، أن اشتغاله في المجال السينمائي واهتمامه بالكوميديا الموسيقية ساهم في تحقيق هذا الحلم، الذي يتمنى أن يحقق النجاح الذي تشهده خشبات العديد من البلدان الأجنبية مثل ألمانيا واليابان. وقال أشور في تصريح ل "المغربية" إنه يسعى من خلال العرض الراقص الذي سيقدم للجمهور أواخر يناير المقبل، إلى التعريف بالتراث المغربي وإمتاع الجمهور بالفرجة التي تسافر به إلى عالم الرقص بمختلف الأطياف. وأكد مخرج العمل أن أزيد من 60 تقنيا من مصممي رقصات، ومخرجين موسيقيين يساهمون في إنجاز هذا العمل الذي سيشارك فيه أزيد من 80 راقصا من داخل المغرب وخارجه. وعن الفضاء الذي سيكون مسرحا لهذا العرض الضخم، أبرز محمد أشور أنه من المنتظر أن يقدم على خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط أو في الهواء الطلق كي يستوعب عدد الراقصين المشاركين، وبالتالي تمكين فريق العمل من تقديم إبداع جيد يرقى إلى تطلعات الجمهور، حتى يستمتع بلوحات راقصة تجمع بين مختلف الأطياف. ومن أجل إنجاح هذه المبادرة الفنية المتفردة، سيتم تنظيم(كاستينك) وطني، لانتقاء واختيار امهر وأجود الفنانين المرتقب مشاركتهم في هذا العرض الدولي الكبير، الذي سيمزج بين الطابع الكلاسيكي لفن كناوة، واللمسة المعاصرة والمجددة لهذا الفن التراثي الجميل. وتستهل اللجنة المنظمة عروض(الكاستينك) يوم السبت والأحد المقبلين بمدينة الدارالبيضاء، تحت إشراف لجنة متخصصة، تليها، عروض أخرى، لاختيار الفنانين بعدد من المدن منها الرباط ومراكش وسلا ومكناس. وتقدم فصول هذا العرض الدولي الضخم، الذي يعتبر أكبر عرض راقص في المغرب، 12 لوحة فنية راقصة باحترافية عالية، كما تحكي قصة تاريخ فن(كناوة) كإبداع مغربي تراثي جميل، يرسخ من خلال إيقاعاته المبدعة وموسيقاه الساحرة، روح فن كناوة الأسطوري المبهر في الزمان والمكان. وعن اختيار فن كناوة كعنوان لهذا العرض، أوضح أشور أنه يركز على فن كناوة لأنه لون إبداعي نال إعجاب الجمهور ويحظى بسمعة عالمية، مشيرا إلى أن موسيقى كناوة تعد الأكثر إقبالا في المغرب لما تحمله من جذور وإيقاعات واختلاف الألوان يجهلها الجمهور. ويروم هذا العرض الضخم، الذي سيقوم بجولة عالمية في المستقبل، إبراز الطقوس الكناوية الاحتفالية، وإخراجها من نمطها الفكلوري، بمستوى عالمي كبير، يمزج بين ما هو أصيل ومعاصر، إذ يعتزم محمد أشور أن يقوم بجولة بهذا العمل الفني خارج أرض الوطن لفترة تزيد عن ثلاث سنوات تشمل دول الشرق وأوروبا. كما يتوخى هذا العمل الكبير الذي يحتاج إلى دعم قوي، انفتاح هذا الفن على العالمية، وتقديم المتعة البصرية والفرجة للجمهور في قالب كوني يجمع بين ما هو تراثي تقليدي أصيل وبين ما هو معاصر متجدد.