تأتي هذه الرواية، الصادرة عن دار النشر "سماين"، والتي تم تقديمها بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، كÜ"صرخة" في وجه التلاعب الإعلامي بالأحداث الكبرى التي هزت مجموعة من البلدان العربية، والذي مارسته بعض وسائل الإعلام "التي لها تبعية إيديولوجية واضحة". وبحسب فؤاد سويبة، فإن هذا العمل، الذي يقع في حوالي 330 صفحة من الحجم المتوسط، يشرح الأسباب التي ساهمت في خلق ما يسمى "الربيع العربي" وتلك الكامنة وراء خروج ملايين المواطنين العرب إلى الشارع للتعبير عن سخطهم والمطالبة بسقوط أنظمة بلدانهم. وقال الروائي خلال هذا اللقاء "حاولت من خلال هذه الرواية تقديم تحليل مختلف لأسباب ثورة الشعوب العربية بالعديد من بلدان المنطقة، لاسيما بليبيا، عبر قصة خيالية لعائلة مغربية مقيمة بليبيا". واعتبر أن مستهلكي منتوج بعض وسائل الإعلام، لاسيما السمعية البصرية، هم "منقادون بالصورة"، موضحا أن الجمهور "محتجز" من قبل إعلام يتوجه لملايين المشاهدين بطريقة تروم "حقنهم بذات الرؤية أحادية الاتجاه" حول تطور العالم، وتحرمهم من "حق تشكيل آراء ووجهات نظر خاصة بهم". وتميزت هذه الأمسية الفكرية بتقديم قراءة أدبية للرواية من طرف الدكتور ناجي الأمجد، الخبير في التواصل، فضلا عن مداخلات لمجموعة من الأساتذة الجامعيين والصحفيين والنقاد والمثقفين الذين قدموا شهاداتهم حول الرواية. وبدأ فؤاد سويبة، المزداد بالرباط سنة 1963 والحاصل على ديبلومات في الصحافة والتواصل من المغرب والكيبيك، منذ 1982 العمل في التلفزيون. كما يقوم بتنشيط العديد من المهرجانات السينمائية، وكتابة السيناريو، والاشتغال مع عديد اليوميات الوطنية. وأنتج سويبة وأخرج عشرات الأفلام الوثائقية وبورتريهات لكبار السينمائيين المغاربة. وفي سنة 2004، وقع أول فيلم قصير له، "دريم بوي"، وفيلمين سنة 2007، أحدهما فيلم خيال، "ميا دريال" (5 دراهم)، والثاني وثائقي "همسات لملاك عابر". ويعد "سنوات الرصاص" الذي أنتجته قناة "الجزيرة"، أحد أشهر الأفلام الوثائقية التي أخرجها رفقة فؤاد العليوان. ويضع فؤاد سويبة حاليا اللمسات الأخيرة على سيناريو أول فيلم طويل له، "التروس"، والذي يقارب السنوات الثلاثين الأخيرة للمغرب الحديث.