حسب المعطيات الأولية المتوفرة، فالقاصر المذكور تسلم، مدفوعا بطيشه الطفولي، غطاء أسود للرأس من إحدى زميلاته، ووضعه على رأسه قرب الثانوية المذكورة، ما تسبب في حالة من الرعب بين التلاميذ، خصوصا الإناث، قبل أن تتدخل عناصر الدائرة الرابعة للأمن بالمدينة، مرفوقة بالفرقة المشتركة المكلفة بحماية المؤسسات التعليمية، لإيقاف المعني بالأمر، بناء على الأوصاف التي ذكرها عدد من التلاميذ الذين أخذت تصريحاتهم بالمكان. كما أقر المعني بالأمر، الذي جرى الاستماع إليه بحضور ولي أمره، بالأفعال المنسوبة إليه، مؤكدا أن الأمر برمته مجرد لعب طفولي، بينما أكد المصدر الأمني أن هذه العملية تندرج في إطار التعامل الجدي والحازم مع الإشاعة، التي وقع الترويج لها في هذا المجال، والتي سبق أن نفتها مصالح الأمن بشكل قاطع في مناسبات سابقة. وأوضح المصدر أنه جرى الاحتفاظ بالقاصر بناء على تعليمات النيابة العامة، في انتظار تقديمه أمام العدالة. وكانت ولاية أمن الرباط أكدت، في بلاغ لها، أن مصالحها توصلت بمجموعة من الاتصالات الصادرة عن مواطنين، عبر الخط الهاتفي 19، يستفسرون من خلالها عن حقيقة الإشاعة التي تتحدث عن امرأة منقبة تقوم بالاعتداء على نساء بأحد أحياء مدينة سلا. وفندت مصالح ولاية أمن الرباط -سلا هذه الإشاعة، التي أكدت أنها "تمس أساسا بحق من حقوق الإنسان، وهو الحق في الأمن، وتستهدف الشعور العام بالأمن"، مبرزة في الوقت نفسه أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مزاعم وادعاءات عارية من الصحة. وكشفت أنها فتحت بحثا في الموضوع لتحديد ملابسات وخلفيات إشاعة مثل هذه المزاعم التي تمس الإحساس بالأمن، مؤكدة أن الواقعة الإجرامية الوحيدة التي سجلتها مصالح أمن الرباطوسلا تورطت فيها امرأة اعتدت على بعض الفتيات، واعتقلت فيها المسماة (ابتسام د.)"، بتاريخ 18 فبراير الماضي، من أجل "السكر العلني، والضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض، والهجوم على مسكن الغير". وذكرت أن هذه الأفعال مست ثلاث نساء قاطنات بالحي نفسه الذي تسكنه المعنية، التي اعتدت على إحدى ضحاياها باستعمال السلاح الأبيض تحت تأثير حالة السكر، قبل توقيفها في اليوم نفسه وتقديمها إلى العدالة.