خلال مداخلاتهم، أرجع فريق الأدباء والنقاد أسباب ضعف الإنتاج السينمائي إلى القيود التي فرضت على حرية الفكر والإبداع في العديد من الدول العربية والإفريقية، المتمثلة في الرقابة المفروضة أساسا على الإنتاج الفكري والأدبي، والمنع والتدخل في الأعمال الدرامية، والملاحقة القانونية، فضلا عن فتاوى المنع والتكفير في بعض البلدان العربية. وعبر فريق الكتاب المهتمين بتأليف النصوص المرشحة لأن تصبح أعمالا سينمائية عن تذمرهم من العائدات المالية لأعمالهم، موضحين أنها لا تقاس بما توفره الكتابة في مجال الأعمال السينمائية أو المسرحية أو التلفزيونية في الدول الغربية، وأن الوضع المادي يعتبر عائقا في وجه تطور الإنتاج الأدبي. من جهتهم، أرجع المخرجون السينمائيون، من خلال تجاربهم، مسؤولية الوضع الراهن للإنتاج السينمائي بالدرجة الأساس إلى مستوى الدعم المخصص للقطاع، ويرون أنه، في غالب الأحيان، لا يكاد يغطي نفقات الإنتاج عند الحد الأدنى لها، وفي ظل الظروف المادية الصعبة، إضافة إلى أزمة النص، التي تفرض نفسها في معظم الأحيان، وأجمعوا على هشاشة البنية التقنية والفنية والمالية للسينما في دول الجنوب، مع استثناء التجربة المصرية في فترات ازدهارها على الصعيد العربي. علاقة الأدب بالسينما من خلال التجربة المغربية ناقشها من الزاوية الأدبية والنقدية النقاد عثمان أشقرا، ومحمد نور الدين أفاية، وبشير الدامون، وفؤاد السوبية، ومن زاوية الإخراج تعزز الفريق المغربي بالفنانة أمال عيوش، وسلمى بركاش، ونوفل براوي، وإدريس الإدريسي، وعبد الإله الجواهري، وجيلالي فرحاتي، وحميد الزوغي. أما التجربة المصرية، فحضرت في موسم أصيلة من خلال مجدي أحمد علي، مدير المركز القومي للسينما في مصر، والمخرجة علا عز الدين حمودة، التي قدمت تجربتها، مستعرضة التحولات التي طرأت على السينما المصرية في السنوات الأخيرة، ومدى تأثرها بالتطورات في مصر خلال السنوات الأخيرة. كما حضرت التجربة الإفريقية بهمومها وتحدياتها، من خلال الكاتب المالي ألفا ماندي ديبا، ومواطنيه المخرجين السينمائيين الشيخ عمر سيسوكو، وإبراهيما نوري، وأيضا من خلال البوركينابي (من بوركينا فاسو) ميسا هيبيي، والمخرج السينغالي منصور سوراواد، والمخرج الكاميروني إميل باسيك باكوبيهو، ومن الكونغو برازافيل، المخرج السينمائي ليندر ألان باكر.