تهم الفئة الأولى مترشحين ليست لهم تجربة سابقة في المجال السياسي، وفئة ثانية تهم سياسيين أقوياء لهم باع طويل في المجال السياسي وفي تسيير الشأن المحلي، لكنهم اختاروا الترشح دون مظلة سياسية لأنهم يعتبرون أنهم ليسوا بحاجة إليها، فيما توجد فئة ثالثة من المرشحين اللامنتمين لم يتمكنوا من الحصول على تزكيات من أحزابهم تخول لهم التنافس في هذه المعركة الانتخابية، فاختاروا أن يترشحوا كمستقلين. ودخل ثلاثة مرشحين أقوياء من المنسحبين من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية غمار المنافسة في لوائح مستقلة تحت شعار "البديل الديمقراطي"، للظفر برئاسة بعض المقاطعات الكبرى بالعاصمة الرباط، في مواجهة إخوان الأمس من الحزب المذكور، بعدما لم يتسن لهم عقد المؤتمر التأسيسي لحزبهم بسبب عدم حصولهم على الترخيص في وقت يسمح بذلك، إذ ترشح البرلماني جلال الدين مُلين عن "تيار الزايدي" بمقاطعة أكدال-الرياض في مواجهة يونس مجاهد، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي والكاتب العام السابق للنقابة الوطنية للصحافة، وترشح أديب الصالحي بمقاطعة حسان كمستقل في مواجهة عدي بوعرفة عن الاتحاد الاشتراكي، فيما ترشحت سعاد الزايدي، كريمة أحمد الزايدي، بمقاطعة السويسي، في مواجهة عبد العزيز درويش، وبمدينة أكادير ترشح طارق القباح بصفة لا منتم. وتقدم للترشيح لهذه الاستحقاقات، بمدينة أصيلا، محمد بنعيسى دون انتماء سياسي، معتمدا على تجربته الطويلة في تسيير الشأن المحلي تحت مظلة التجمع الوطني للأحرار، التي يعتبر أنه لم يعد بحاجة إليها اليوم. وبمقاطعة النخيل بمدينة مراكش نجد لائحة للمستقلين يترأسها الطبيب الجراح عبد المالك المنصوري، وهي اللائحة الوحيدة المستقلة بالجهة، وتضم بعض الأشخاص الذين غادروا حزب العدالة والتنمية. وحسب مصادر "المغربية" هناك ست لوائح أخرى بجهة مراكش لم يتمكن مرشحوها من استكمال كل الإجراءات اللازمة لتقديم ترشيحاتهم لهذه الاستحقاقات بسبب الشروط الصعبة والمبالغ فيها بهذا الشأن. ويقود عبد المالك المنصوري، الذي تقدم بلائحة تتكون من الشباب والأطر، حملة انتخابية من أجل استقطاب أكبر عدد من أصوات الناخبين بهدف الحصول على أغلبية مريحة. وقال المنصوري "إذا فزت فإن الأمر سيكون جيدا، وإن لم أفز سأظل مستقلا"، لكنه في الوقت ذاته، سيبحث عن تحالفات مع أحزاب سياسية، وفقا لنتائج الانتخابات التي سيعلن عنها بعد 4 شتنبر المقبل. وبالنسبة لفئة المترشحين الذين ليست لهم تجربة سياسية نجد محمد أمين حوتي، مهندس معلوميات، على رأس لائحة اللامنتمين بمدينة سطات التي تضم 39 مترشحا. وتتكون اللائحة من الشباب الذين يبلغ متوسط أعمارهم 31 سنة، حيث إن أصغرهم سنا يبلغ 19 سنة وأكبرهم 41 سنة، وقد استعدوا لهذه الانتخابات منذ أزيد من شهرين، ويقودون حملة انتخابية نشيطة على شبكة التواصل الاجتماعي، واتخذوا لحملتهم منشورات على شكل مجلة تسلط الضوء على سيرتهم الذاتية وعلى الفواتير والمصاريف المتعلقة بالحملة الانتخابية، كما تدعو هذه المنشورات إلى الشفافية. وهناك لائحة مماثلة للمستقلين تضم 35 شخصا، يترأسها مهندس آخر في المعلوميات، يدعى كريم غزيول. وأفادت مصادر مطلعة "المغربية" بأن مرشحي تيار الزايدي، المعروف حاليا ب"البديل الديمقراطي"، قدموا ملفات كاملة ومستوفية لكل الشروط للترشح لهذه الاستحقاقات، في الوقت الذي واجه فيه العديد من المرشحين المستقلين صعوبات كبيرة في التقيد بهذه الشروط التي وضعتها وزارة الداخلية، من قبيل "ضرورة أن تكون ترشيحات غير المنتمين التي يضعونها للتنافس على مقاعد الجماعات المحلية مرفقة بتوقيع عشرة ناخبين من الجماعة لكل مقعد"، وهو ما صعب مهمة عدد منهم بعد مرور يومين من فتح باب إيداع الترشيحات. فضلا عن أن مرشحي الأحزاب السياسية يحصلون على الدعم المادي والتقني والقانوني وعلى التأطير السياسي من قبل أحزابهم خلال العملية الانتخابية، في الوقت الذي لا تتوفر فيه هذه الأمور للمترشحين دون انتماء سياسي. يذكر أن وزارة الداخلية سبق أن أعلنت أن عدد الترشيحات المقدمة بالنسبة للانتخابات الجماعية ل 4 شتنبر المقبل، بلغ ما مجموعه 130 ألفا و925 ترشيحا لملء 31 ألفا و503 مقاعد، يمثل اللامنتمون منها 0.94 في المائة، أي ما مجموعه 1232 مرشحا. في حين بلغت الترشيحات المقدمة بالنسبة لمجالس الجهات 7 آلاف و588 ترشيحا، موزعة على 895 لائحة ترشيح للتنافس حول 687 مقعدا، ويمثل اللامنتمون 3.39 في المائة من مجموع المرشحين، أي 23 ترشيحا.