استفاق الناخبون، صباح أمس الجمعة، على تلوث بصري كبير، بسبب تخلص المتعاونين في الحملات الانتخابية والمرافقين لمترشحي الأحزاب مما كانوا يحوزونه من كميات من المناشير، خلال الدقائق الأخيرة من الحملة الانتخابية، في جو "احتفالي" لم يخلو من حالات "هيجان" الرمي بالأوراق عاليا، لتتناثر في الهواء قبل أن تستقر أرضا مثل الثلوج. وصباح أمس، بدت مناشير الحملة الانتخابية مهملة فوق السيارات، وأمام المحلات التجارية وأبواب المنازل والإقامات السكنية، وبعضها اختلط وسط النباتات والأغراس والأشجار في الشوارع العمومية، تجندت لإزالتها فرق من رجال النظافة، التي بذلت مجهودات إضافية طيلة فترة الحملة الانتخابية. وفي قراءة لهذا المشهد، الذي يتكرر في كل حملة انتخابية، اعتبر سعيد السبتي، رئيس "شبكة جمعيات البيئة بالدارالبيضاء"، في تصريح ل"المغربية"، أن هذه الوضعية تعكس ضعف الوعي بالمحافظة على البيئة موازاة مع الممارسة السياسية كفعل وطني. وعزا الأمر إلى "غياب تربية بيئية بشكل عام، خصوصا وسط الشباب، الذين يعملون بشكل موسمي خلال الحملات الانتخابية، والذين يجنحون إلى سلوكات تبرهن على أنهم لا يحملون هم المحافظة على البيئة من خلال تجنب الرمي بالأوراق في الشارع، كما أن الخطاب البيئي والحديث عنه خلال التواصل مع الناخبين كان غائبا، وحضوره ظل منحصرا في مصطلحات فضفاضة وعمومية مثل الوعد بالنظافة". وأشار السبتي إلى أنه من المخالفات البيئية خلال الحملات الانتخابية، الرمي بأعداد كبيرة من الأوراق والمناشير أرضا بقوة، مقابل مد الناخبين بورقة واحدة في كثير من الأحيان، وعدم مد الناخبين بأي شروحات حول البرامج الانتخابية وتصور المترشحين للنهوض بجماعاتهم. ومن المقترحات التي قدمها رئيس شبكة جمعيات البيئة في الدارالبيضاء، لتجاوز هذه الوضعية في المستقبل، في أفق القطع معها، وجوب توفير نص قانوني يرتب عقوبات مالية على المخالفين لقواعد المحافظة على البيئة والرمي بالأوراق والمساهمة في تلوث البيئة. كما دعا ممثلي الأحزاب إلى توفير طريقة للحد من هذه الوضعية، من خلال اخضاع المتعاونين لفترات تدريب وتكوين، لرفع وعي الشباب بضرورة المحافظة على البيئة في أوج الحملات الانتخابية، وكذا رفع لباقتهم في التعامل مع الناخبين، واختيار متعاونين يحملون قناعة بالعمل الموسمي الذي يقومون به، باعتباره سلوكا مدنيا حضاريا، يجب أن يؤدوه بأمانة ودون الإضرار بالبيئة، وترك بصمة سيئة.