سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ياسين فنان: أدعو الجمهور لنسيان 'وعدي' و'زينة' لمشاهدة فيلمي السينمائي الأول 'كريان بوليوود' مخرج 'بنات لالة منانة' قال إنه بصدد إعداد شريط عن 'الهيب هوب'
غير أن فنان يدعو الجمهور من خلال الحوار التالي مع "المغربية"، إلى نسيان هذه الأعمال، والغوص في التأمل والتمتع والتفكر في شريطه السينمائي الأول. وقال ياسين فنان في الحوار ذاته، إن كريان بوليوود" هو فيلم عن الحلم في واقع لا يمنحه، وهو بحث عن الجانب الإنساني لأشخاص يعيشون واقعا يتميز بالحرمان والعوز والفقر. وكشف فنان في الحوار أنه بصدد إعداد شريط عن الهيب هوب" من خلال شباب يعيشون بصور من الثقافة الأمريكية، لكن بخلفية عربية إسلامية، على اعتبار أن هذا التناقض يثيره كثيرا، ويحظى باهتمام كبير لديه. بداية، من المعروف أن المخرج ياسين فنان، حقق نجاحا تلفزيونيا كبيرا من خلال الأعمال التي أنجزها، وهنا أذكر على سبيل المثال لا الحصر، "وعدي"، و"بنات للالة منانة" و"وعدي"، و"ساعة في الجحيم". الآن، يدخل فنان تجربة السينما، من خلال شريطه "كريان بوليوود"، كيف تفسرون هذا التحول، وكيف تتوقعون استقباله من طرف المتلقي المغربي، خاصة أن هذا العمل يعد شريطك السينمائي الأول؟ أولا، أريد أن أشير إلى مسألة في غاية الأهمية، تتعلق بالفروقات بين السينما والتلفزيون، فبالنسبة للفن الأول، فهو يمنحك إمكانية تجاوز بعض الخطوط الحمراء، وكذا التعمق في الموضوع، الذي ترغب في التطرق إليه، على عكس التلفزيون، الذي يقيد عملك بحكم أنه يلج البيوت ويتوجه إلى أكبر فئة من المشاهدين، هذا في الوقت الذي يكون العمل السينمائي موجها لشريحة معينة. وأعتقد أن هذه هي الفروقات التي تميز العمل السينمائي عن التلفزيوني، علما أنني وبوعي تام أحترم هذه الخصوصية. فانطلاقا من هذه الخلفية، وكذا إلى الإنصات إلى المتداول بين الناس، حاولت أن أنجز هذا الشريط، الذي تجري أحداثه في حي شعبي معروف في الدارالبيضاء، وفي سياق اجتماعي دقيق جدا، يتميز بالفقر والعوز، ومع ذلك يحاول أناسه خلق السعادة، ولحظات الفرح. بعبارة أخرى حاولت البحث عن الجانب الإنساني عند هؤلاء الأشخاص، لأقتسمه مع الجمهور، خاصة بالنسبة لأولئك البعيدين عن هذه العوالم، سواء من حيث اللغة أو الأفكار. في كل الأحوال أدعو الجمهور لنسيان أعمالي التلفزيونية، لمشاهدة شريطي السينمائي الأول، "كريان بوليوود". هل يمكن اعتبار هذا الشريط بمثابة تجسيد لحلم طالما هو حاضر بكيفية أو بأخرى، خلال إنجاز أعمالك التلفزيونية؟ صراحة كنت أرغب في بداية مسيرتي الفنية، العمل في مجال السينما، أما التلفزيون فدخلته بالصدفة، وبعد ذلك وجدت نفسي مرتاحا في العمل فيه، وبكل صدق أقولها، التلفزيون ساعدني كثيرا، في تجربتي الفنية، وربما أنا الوحيد الذي يقول هذا الكلام. هل هناك حضور لتلك المعطيات التي ساهمت في نجاح مسلسلاتك التلفزيونية، في هذا العمل السينمائي؟ في الحقيقة، سواء بالنسبة للتلفزيون أو السينما، أحرص جاهدا على أن تكون أعمالي صادقة، وقريبة من هموم الناس وانشغالاتهم، سواء في الملابس أو الديكور أو الإضاءة...، فأنا أتجول في الأحياء وأجلس في المقاهي، وأستمع إلى الناس، وألاحظ طريقة عيشهم، إيمانا مني أن المشاهد يحب أن يشاهد صورته في الأعمال الفنية، أن تكون الأخيرة عاكسة لما يعيشه في حياته اليومية في كامل أبعادها. شريطك السينمائي 'كريان بوليوود' يمكن تصنيفه ضمن الدراما الغنائية التي تعتمد بالأساس على وجوه معروفة، لضمان مشاهدة كبيرة، الآن نحن أمام عمل خالف هذا العرف، بالاعتماد على وجه غير معروف ومغمور.. ما سر ذلك بالنسبة إلى ياسين فنان؟ أحاول وبقناعة تامة، أن تكون أعمالي قريبة من الواقع، من هنا فمن الممكن أن أعتمد على اسم معروف، لكنه لن يكون في مستوى الانتظارات والتوقعات بخصوص الشخصية التي أطمح إلى تقديمها، وبالتالي سنكون أمام الشخصية التي تتصنع الموقف، بل أكثر من ذلك فمعظم شخصيات الشريط مأخوذة من "الكريان". وبالعودة إلى البطل "جيمي"، الذي جسده سهيل نواز قريشي، فلكي أعثر عليه قضيت قرابة ستة أشهر في البحث. سهيل والده باكستاني وأمه مغربية، وعند عودة أسرته إلى المغرب استقر في حي شعبي، غير أنه يمتاز بخيال يحضر فيه شاروخان، أي بكلمة واحدة، فالشخصية التي كتبتها وجدتها واقعيا في نواز. وما ساعده على تجسيد دوره قي الشريط، وبكثير من الاحترافية، وحسب ما أسر لي أثناء تصوير الفيلم، أنه عاش القصة نفسها، كما لا يجب نسيان الدور الكبير الذي قام به عادل أبا التراب، الذي توفق كثيرا في منح الشريط الإضافة النوعية، وبالمناسبة فقليلا ما تلتقي بفنان من صنف أبا التراب، فكرا وثقافة والتزاما. هل يعكس شريط 'كريان بوليوود'، عشقك للسينما الهندية؟ بكل صراحة أنا من عشاق السينما الأمريكية، والإيطالية، الأسيوية، والإنجليزية لكوني أميل إلى الأعمال الواقعية، ما دفعني إلى إنجاز هذا الشريط، هو أنني لمست أن هناك جمهورا كبيرا مازال يحب هذا النوع من السينما، من خلال شخصية تحلم كثيرا في فضاء لا يمنح إمكانية الحلم. أخيرا، فمن خلال طريقة لباسك، تعطي الانطباع أنك من محبي الهيب هوب، لكنك فاجأت جمهورك بشريط بخلفية هندية، في الوقت الذي كان ينتظر أن تمنحه شريطا عن الهيب هوب؟ لعلمك، أنا ومنذ عام تقريبا، بصدد إعداد شريط عن الهيب هوب، وبإمكانيات متوسطة، لكن بنكهة مغربية مائة في المائة، أي من خلال قصة شباب مغربي يعيشون واقعا صعبا له مرجعية عربية إسلامية، ويعيشون بصور تعود إلى الثقافة الأمريكية، فهذا التناقض هو ما يهمني كثيرا، وأرغب في تجسيده سينمائيا.