ومنذ افتتاحها الخميس الماضي، تشهد مقهى أركانة اكتظاظا منقطع النظير خصوصا في الفترات المسائية، من خلال توافد عدد من السياح الأجانب والمغاربة زوار المدينة الحمراء، لقضاء لحظات مميزة واحتساء كؤوس القهوة والشاي، وأخذ صور تذكارية والاستمتاع بجمالية المآثر التاريخية المحيطة بها، خصوصا جامع الكتبية. وتعرف مقهى أركانة، أحد أشهر الفضاءات بساحة جامع الفنا، التي كانت في الأصل عبارة عن مسجد قبل أن يعمل صاحبها على بنائها بشكلها الحالي وإعادة بناء مسجد بمحاذاتها بطريقة تستجيب لمعايير التراث الإسلامي، خلال هذه الأيام قبل حلول السنة الميلادية الجديدة، إقبالا متزايدا للسياح المغاربة والأجانب. ويستحضر المراكشيون المتوافدون على المقهى لقضاء لحظات مميزة مع الأهل والأحباب، بتأثر وإكبار، أرواح الضحايا، الذين مستهم أيادي الغدر والعدوان، بعمل إرهابي شنيع، استهدف المقهى، ليعيدوا الشريط المشؤوم الذي تناقلته العديد من القنوات التلفزية والمواقع الإلكترونية، حول العمل الإرهابي، الذي كان همه الوحيد هو خلق الرعب، وقتل الأبرياء، وتعطيل الاقتصاد المحلي المرتكز على المداخيل السياحية. وتعتبر مقهى أركانة، التي يعود بنائها إلى فترة السبعينيات من القرن الماضي، قبلة لمشاهير العالم في الفن والسياسة، الذين يتوافدون على مدينة مراكش، بالنظر إلى موقعها المتميز وسط ساحة جامع الفناء، من أبرزهم سيلفيو بيرلسكوني، الوزير الأول الإيطالي، وجاك شيراك الرئيس الفرنسي السابق، ورئيس غانا الذي كان في زيارة خاصة لمدينة مراكش سنة 2002 والفكاهي الفرنسي من أصل مغربي جمال الدبوز. وقبل شهر من وقوع الانفجار التي استهدف المقهى المكون من طابقين، زار وفد من رجال الأعمال بمدينة ليون الفرنسية لعقد توأمة مع المسؤولين بالمجلس الجماعي، مقهى أركانة. وخلال سنة 2005، كان الطابق الأول لمقهى أركانة قبلة لممثلي لجنة في منظمة اليونسكو، لمعاينة المشاهد البانورامية لساحة جامع الفناء التي أثارت إعجابهم، بالنظر لما تزخر به من تراث عالمي. وكانت السلطات المغربية نظمت، بدعم من السلطات الفرنسية والجمعية المغربية لضحايا الإرهاب، وكذا الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب، بحديقة عرصة البيلك بساحة جامع الفناء، حفل إحياء الذكرى الأولى للاعتداء الإرهابي على مقهى أركانة، تكريما لأرواح الضحايا، بحضور السلطات المحلية والمنتخبين والجمعيات المغربية والفرنسية لضحايا الإرهاب، وعائلات الضحايا من مختلف الجنسيات.