وصف الحقوقي نجيم العبدوني، عضو اللجنة الإدارية للهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، اعتقال رشيد نيني، مدير نشر جريدة «المساء»، «نهبا لقلمه الذي يزرع الرعب في نفوس ناهبي المال العام»، وأن متابعته في حالة اعتقال وعدم تمتيعه بالسراح المؤقت، رغم الضمانات التي يتوفر عليها، «تتعارض مع إشارات الانتقال الديمقراطي». وأضاف في صيغة سؤال استنكاري «هل خروج رشيد من خلف القضبان يزرع الرعب إلى هذا الحد، وهو الذي لا يملك إلا كلمة وقلما وورقة». هذا، وقد عبرت العديد من الفعاليات المدنية والسياسية بإقليم الحسيمة عن تضامنها المطلق مع مدير نشر جريدة «المساء»، معبرة في عريضة تضامنية عن استغرابها الشديد لمثل هذا السلوكات، التي تهدف إلى المساس بحرية التعبير كحق مقدس، قدم في سبيله الكثير من أبناء الوطن تضحيات جساما، خاصة في هذه اللحظة التاريخية التي تجتازها البلاد، والتي برزت فيها إرادات التغيير السلمي والحضاري لدى شباب المغرب العميق في مختلف مدنه وبواديه وقراه، ومن مختلف الفئات الاجتماعية، التي آمنت بضرورة إسقاط الفساد والمفسدين، وهو ما جعل مراسلي الصحف الوطنية بالحسيمة يتوجسون من خلفيات هذه المتابعة، معتبرين في بيان تضامني أن «الظرفية التي تجتازها بلادنا والمتسمة بصراع إرادتين أساسيتين على مستوى أجهزة الدولة. الأولى التقطت إشارة رياح الإصلاح والتغيير التي باتت نسماتها تهب على الوطن، منسجمة بذلك مع روح مطالب الشباب المغربي التواقة للإصلاح وتشييد مغرب المؤسسات والديمقراطية، فيما يتوجس التوجه الثاني من إرادة التغيير هذه، التي ستسحب منه في حالة تحققها الكثير من الامتيازات، وهو ما يفرض عليهم المقاومة لتحصين وضعيتهم الاعتبارية».