لا حديث بين سكان حي «الكورس»، جنوب مدينة أسفي، إلا عن «إبراهيم ش.»، صاحب محل لإصلاح هواتف المحمولة (بورتابل)، الذي اعتقله رجال أمن، بزي مدني، يوم الاثنين الماضي، بعد ذكر اسمه من لدن المعتقَلين الثلاثة، الذين يتابَعون في ملف تفجيرات مقهى «أركانة» في مراكش، يوم 28 أبريل الماضي. الخوف يخيم على «الكورس» في مدخل حي «الكورس» هناك محلات كثيرة لإصلاح الهواتف المحمولة، لكن محلا واحدا لا يفتح بابه هذه الأيام. والسبب، حسب ما كان يتداوله بعض باعة الملابس في قيصارية «الكورس» هو اعتقال صاحب المحل في إطار ملف تفجيرات مقهى «أركانة»، التي راح ضحيتها 17 قتيلا و21 جريحا. «المساء» التقت بعض جيران «إبراهيم»، رغم الخوف الذي يسود بين صفوف سكان وباعة حي «الكورس»، وأوضح مصدر من الحي المذكور ل»المساء» أن المعتقَل متزوج ولديه أبناء، لكن تورطه في تفجيرات «أركانة» عليه «ألف علامة استفهام»، والسبب، حسب المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه أو هويته، هو أن «إبراهيم» كان «درويش وداخل سوق راسو، بعيد على المشاكل»، وهو ما أكده أكثر من مصدر التقته «المساء». «إبراهيم».. المتهم ب«إعداد» الهاتف المحمول الذي استخدم في التفجير يقول بعض ممن تحدثت إليهم «المساء» أن «إبراهيم ش.»، الذي اعتُقِل لعلاقته بالهاتف الذي استعمله عادل العثماني في تفجير «الكوكوت» التي كانت محشوة بالمسامير ومواد حديدية، كان قد اشترى، قبل شهور قليلة، بشراكة مع أخيه، أرضا لكي يبني فوقها منزلا يؤويه رفقة أبنائه. عرف «إبراهيم ش.» بين زبنائه وجيرانه بحسن أخلاقه إلى درجة أن العديد من الزبناء كانوا «يستغلون» طيبوبته لتحقيق مآربهم. كيف ذلك؟ يوضح أحد أصحاب المحلات التجارية القريبة من محل «إبراهيم ش.» أن البعض كانوا لا يؤدون ثمن إصلاح هواتفهم المحمولة، بدعوى أنه لا يتحوزون ثمن إصلاح هواتفهم كاملا، فما يكون من أمر «إبراهيم» إلا أن يرد عليهم : «الله يسامح»... يسود اعتقاد بعد اعتقال «إبراهيم ش.» من قبل المصالح الأمنية في آسفي، في حدود الساعة الثانية من صباح يوم الاثنين الماضي، أن الهاتف المستعمَل في تفجيرات «أركانة» تم اقتناؤه من محله وأن «إبراهيم ش.» ساعد عادل العثماني، المتهم الرئيسي على إعداده وعلى «ضبط» التحكم عن بعد في «القنبلة» بواسطة الهاتف المحمول. المصالح الأمنية اقتحمت محل «إبراهيم.ش» وحجزت بعض الهواتف، أغلبها من نوع نوكيا الذي يعتقد أن «عادل العثماني» استعمله في تفجير مقهى «أركانة» لم ينفِ عدد ممن التقتهم «المساء» معرفة إبراهيم بحكيم الداح، المتهم بكونه شريك عادل العثماني، لكنهم استبعدوا أن تدخل العلاقة في نطاق التخطيط لتفجيرات «أركانة». اعتقال متهمين إضافيّين في يوم الاثنين الماضي، اعتقلت مصالح الأمن كذلك كلا من «وديع س.»، البالغ من العمر 31 سنة، وهو متزوج حديثا ويقطن بحي «القليعة»، القريب من منطقة سكنى كل من عادل العثماني، المشتبه فيه الرئيسي في تنفيذ تفجيرات «أركانة»، وكذلك من محل سكنى كل من حكيم الداح، المشتبَه في كونه شريكا لعادل، ومحل «إبراهيم ش.» في حي «الكورس»، الشعبي. كما تم اعتقال «عز الدين ل.»، البالغ من العمر 32 سنة، والذي يعمل مياوما ويقطن بحي «القليعة»، القريب من محل سكن عادل العثماني. وحسب المعطيات التي حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإن «عز الدين» كان لاعبا سابقا في صفوف فريق عريق في المدينة يحمل اسم «النجيمة»، والذي كان يمارس ضمن الأقسام الشرفية لبطولة عصبة دكالة -عبدة لكرة القدم. ويتهم المعتقَلون الثلاثة بأنهم كانوا على علم بالعمل التخريبي الذي نفذه عادل العثماني وبأن بعضهم حضروا التجارب التي أقيمت للمتفجرات في منطقة «سيدي دنيان»، في ضواحي آسفي. وتربط الثلاثة «إبراهيم ش.» ووديع س.» وعز الدين ل.» علاقة قديمة، كما أنهم يمارسون الرياضة جماعة في إحدى القاعات الرياضية الخاصة في رياضة «التيكواندو»، في حي «بيار».