يعكف الإعلامي التونسي الصافي سعيد على إعداد كتاب حول الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي، الذي جاءت به موجة «الربيع العربي»، التي انطلقت شرارتها من تونس. وهذا الكتاب من المتوقع أن يحمل عنوان «سنوات الغراب». وينتظر المراقبون والمهتمون بسيرة المرزوقي أن يكون ردا عنيفا على «الكتاب الأسود» لهذا الأخير، الذي كان قد اثأر كثيرا من السجال والنقاش حول حقائق ما تضمنه. ومن المتوقع أن يكشف هذا الكتاب النقاب عن كثير من خفايا المرزوقي وعلاقته بديكتاتور «تونس الخضراء» بنعلي. أصدر المرزوقي «الكتاب الأسود» سنة 2011. ويقول إنه عبارة عن دراسة للمنظومة الدعائية التي انتهجها نظام الرئيس بنعلي قبل الإطاحة به. وتضمن «الكتاب الأسود» أسماء صحافيين وإعلاميين، في مقدمتهم الكاتب الصافي سعيد، يقول المرزوقي إنهم كانوا بوق دعاية لبنعلي، فيما يقول السياسيون والنشطاء إنهم مارسوا مهنتهم بحرفية وبمهنية إما في إطار مؤسسات إعلامية واتصالية أو في إطار مؤسسات الدولة شأنهم شأن أي قطاع آخر. وسيتضمن «سنوات الغراب» سيرة المرزوقي كاملة، ويحتوي على أسرار بالغة الخطورة، وعلى تتبّع استقصائي لحياة الرئيس المثير للجدل. والصافي سعيد هو اسم قلمي للكاتب والصحفي والروائي التونسي أحمد الصافي المولود بقفصة التونسية.وهو يعتبر واحدا من أهم رجال الرأي منذ 2011، خاصة بعد انتشار تعبيره «الربيع العربي»، الذي أصبح عنوان لمرحلة التغيرات العميقة التي يمر بها العالم العربي. ويعد سعيد من أغزر التونسيين إنتاجا، حيث نشر 4 روايات وعددا مهما من الكتب السياسية والإستراتيجية والتاريخية. وقد يكون أهمها كتابه الموسوعي «خريف العرب». كما عرف كتابه «بورقيبة: سيرة شبه محرمة» رواجا كبيرا، حيث يعد اليوم مرجعا أساسيا للباحثين في مسيرة أول رئيس تونسي. وتقاطعت العديد من أحداث الثورة التونسية مع ما جاء في روايته «سنوات البروستاتا»، التي نشرها بعد أيام فقط من الثورة. وكان قد كتبها قبل سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بنعلي ببضع سنوات فحملت نبوءة السقوط. وكلّف سعيد 12 صحفيا مغربيا بالبحث والتنقيب عن حياة المرزوقي بالمغرب.كما كلّف صحفيين فرنسيين بمده بتغطية مفصلة وشاملة حول سنوات إقامة الرئيس التونسي والمناضل الحقوقي سابقا بفرنسا، سواء كطالب أو كمقيم هناك، على أن يشرف هو بعد البحث على تنقيته ومزيد التعمّق في ما يرد فيه من معطيات. وذكرت صحيفة «الشروق التونسية» أن عدّة دور نشر لبنانية وأردنية وفرنسية تتنافس الآن على الفوز بعقد مع صاحب الكتاب الذي خصص للرئيس التونسي السابق زين العابدين بنعلي، الذي أطاحت به ثورة شاملة، رواية بعنوان «سنوات البروستاتا». وينتظر أن يرى هذا الكتاب النور في مطلع السنة القادمة، وقد يشكّل مفاجأة كبيرة للرأي العام لما يحتويه من تفاصيل دقيقة حول المرزوقي وحياته وشخصيته وعلاقاته الخفية ببنعلي. ومن المنتظر أن يكون غلاف الكتاب موشحا باللون البنفسجي كإشارة ورمز لعلاقات المنصف المرزوقي ببنعلي ودعوة المرزوقي لانتخابه بنسبة 99 بالمائة، واللون الأسود كإشارة لكتاب المرزوقي الأسود، وتصرفاته التي لم يجن منها إلا الخسارة التي تلي خسارة. ونشر الصحفي صافي سعيد على صفحته الخاصة على الفايسبوك عدة جمل قصيرة ضمّنها ردّا قاسيا على ورود اسمه في الكتاب. ومن أهم تغريداته: «ما أفهمه أن المرزوقي يعدّ لانقلاب وله الوسائل والأخلاقيات».. «الكتاب الأسود مشنقة من المشانق التي وَعَدنا بها..» «عدنان المنصر وعبد الوهاب معطر اعتذرا لي.. وفي جلسة على انفراد مع عدنان المنصر قال لي: النهضة خانتنا.. وقال أيضا: لنا ملف ضد رشيد عمار وأجبرناه على الاستقالة»..«الكتاب الأسود تصفية حساب، ومن اقترحوا عليه ذلك حفروا له قبره، فلا سياسي يعادي صحفيين فما بالك ب55 صحفي».. «المرزوقي كتب في بداية التسعينيات للدعاية لبنعلي، ولولا ذلك لما أصبح رئيس رابطة تونسية لحقوق الإنسان..» «كتبت عن بنعلي كتاب سنوات البروستاتا، وسأجيب المرزوقي بكتاب سنوات الغراب..» جدير ذكره أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي يتعرض لهجمة شرسة من قبل الصحفيين والسياسيين والنشطاء الحقوقيين بسبب نشره كتابا ضمنه قائمات للصحفيين الذين تعاونوا مع نظام الرئيس السابق زين العابدين بنعلي، مؤكدين على أن الكتاب يأتي في إطار حملة للضغط على الإعلام باعتباره القطاع الوحيد الذي بقي عصيا على حكام تونس الجدد، رغم محاولات تركيعه.