أصبح بإمكان العالم الآن الاطلاع على أجواء الحرب العالمية الأولى من الداخل عبر العديد من يوميات ورسائل الجنود الذين شاركوا فيها، والتي ستنشر للمرة الأولى على شبكة الإنترنت من خلال موقع المحفوظات الوطنية البريطانية. يأتي ذلك بمناسبة مائة سنة على بداية الحرب العالمية الأولى، حيث أنشأ الأرشيف البريطاني موقعاً الكترونياً لمذكرات الجنود، الذين حاربوا على جبهات الحرب العالمية الأولى. يسعى الموقع إلى نشر حوالي 1.5 مليون صفحة من المذكرات على الموقع حتى نهاية العام الجاري. والعديد من هذه المذكرات كتبت بخط اليد من قبل الجنود على خطوط الجبهة. ودعا الأرشيف المتطوعين إلى مساعدة المؤرخين في العمل على الرسائل، ليتمكن أكبر عدد من الأجيال الحديثة من معرفة العديد من الأشياء عن أقربائهم الذين حاربوا على الجبهة. ويتم عرض يوميات الحرب العالمية الأولى بغرض تشجيع المهتمين بالتاريخ على قراءتها في محاولة لاكتشاف جوانب جديدة عن الحياة أثناء هذه الحرب. وتعد هذه «فرصة غير مسبوقة» بالنسبة إلى كل الأكاديميين والجمهور. وتقوم الدار بتحضير الدفعة الأولى من اليوميات الخاصة بالحرب العالمية الأولى من فرنسا والإقليم الفلامني، أحد أقاليم بلجيكا، لوضعها على الإنترنت، وبمجرد الانتهاء من هذه المهمة ستضم اليوميات أكثر من 1.5 مليون صفحة لتعرض على العالم للمرة الأولى. كما ينطلق أيضا مشروع «عملية يوميات الحرب»، وهو مشروع شراكة بين دار المحفوظات الوطنية والمتاحف الإمبراطورية للحرب، ويهدف إلى كشف تفاصيل تحتويها هذه اليوميات. وتعتبر اليوميات السجلات الأكثر شهرة من بين مجموعة الحرب العالمية الأولى الخاصة بدار المحفوظات الوطنية، ويجري ترقيمها كجزء من برنامج الاحتفال بالعيد المئوي للدار. وقال وليام سبنسر، الكاتب المتخصص في السجلات العسكرية في دار المحفوظات الوطنية، إن عرض اليوميات على الإنترنت «يتيح للناس في جميع أنحاء العالم اكتشاف الأنشطة اليومية، والتعرف على قصص ومعارك كل وحدة من الوحدات التي شاركت فيها». واعتبر ذلك «تقدما كبيرا» ووسيلة جديدة لتقديم المعلومات وفهمها، مضيفا أن ذلك «مثير للاهتمام لأنه يضيف بعدا إنسانيا للحرب التي هي شيء غير إنساني». وأضاف سبنسر أن الفرصة أصبحت الآن متاحة للجمهور من عشاق التاريخ، والمؤرخين والباحثين لاستكشاف السجلات الرسمية، وأن ذلك «قد يؤدي إلى بعض الاكتشافات ويفتح آفاقا جديدة عن هذه الفترة المهمة من التاريخ». وأشار إلى بعض الأشياء المثيرة للاهتمام التي تعلمها من اليوميات مثل الرسوم الكرتونية، وبعض الأوامر «الصارمة للغاية» وتعليمات مطبوعة وتفاصيل حول أعمال «تدل على الشهامة»، إضافة إلى «لوحات رسمت بالألوان المائية لتصاميم لقناع واق من الغاز مخصص للخيول». وأضاف أن المشروع «سيساعد جيل اليوم على اكتشاف المزيد عن حياة الناس الذين يريدون إحياء ذكراهم». وكتب مقدم شارك في الحرب في إحدى هذه اليوميات: «كما قلت كل شيء يجب أن يكون لطيفا وسلميا وجميلا، لكن الواقع أبعد ما يكون عن هذا الوصف. في الخنادق، قطع من المعدات والملابس (ربما ملطخة بالدماء) والذخائر والأدوات والقبعات تتناثر في كل مكان (...) جثث أشخاص سيئي الحظ، بعضهم من جانبنا قتلوا رميا بالرصاص، ملقاة على الأرض». ويكتب أيضا «في كل مكان نجد نفس الدلالات القاتمة على المعركة المستعرة بلا شفقة. لقد فاض بي الكيل من كل ذلك». من جهة أخرى، تطلق شركة بروكويست قاعدة بيانات مميزة ستمكن من الوصول إلى مجموعة لا مثيل لها من المصادر المميزة والفريدة من نوعها حول الخبرات المشتركة للجنود الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى. وتتضمن مجموعة مجلات Trench Journals and Unit الخاصة بالحرب العالمية الأولى أكثر من 1500 مجلة، غالبيتها من المجلات غير الرسمية، كُتبت وصُورت من قبل جميع أنواع الوحدات العسكرية لتوزيعها على أعضاء تلك الوحدات فقط. إن هذه المنشورات الفريدة، التي كان يتعذر الوصول إليها مسبقاً تتيح إمكانات جديدة للعلماء حول العالم. كما أنها بمثابة إضافة مؤثرة وجديدة لمجموعات شركة بروكويست التاريخية الفريدة. ومجلات Unit Trench Journals andالخاصة بالحرب العالمية الأولى عبارة عن مجموعة منشورات متوفرة على شبكة الإنترنت، حيث أُخذت هذه المنشورات من الأماكن الرائدة في مجال الأرشيف والمحفوظات، بما في ذلك متحف الحرب الإمبريالي والمكتبة البريطانية. وتضم المجموعة الدوريات التي كُتبت بواسطة أفراد القوات المسلحة ومنظمات الخدمة الاجتماعية التابعة، وقد نُشرت في الفترة بين عام 1914 ونهاية عام 1919، وتم مسح جميع المجلات بالكامل ضوئياً بعناية فائقة وبألوان كاملة أو بدرجات اللون الرمادي، كما تم تزويدها بفهرس متدرج لجميع المقالات، وفهرس مخصص للمنشورات. وقالت ماري ساور جيمس، نائب رئيس قسم حلول المعلومات بشركة بروكويست: «مع اقتراب الذكرى المئوية لاندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 2014م، أعرب العديد من الباحثين من مختلف التخصصات عن رغبتهم في الوصول إلى مصادر أولية وتاريخية جديدة، حيث تحتوي هذه المواد على إدلاءات جديدة لمن شاركوا في الحرب لاستخدامها في دعم الاكتشافات البحثية الجديدة. ومن ثمّ، قمنا بتطوير قاعدة بيانات تتيح إمكانية الوصول إلى مجموعة لا مثيل لها من المنشورات الفريدة التي لم تُستخدم حتى الآن». وأضافت «وتمثّل ما تحتويه هذه المنشورات، من شِعر وقصص قصيرة ومذكرات وفكاهيات ورسوم كاريكاتورية، مزيداً من المصادر الأدبية الثابتة عن الحرب. إن المجموعات الفريدة والغنية بالمحتوى هي الرسالة الأساسية لشركة بروكويست، إذ يمكننا العمل مع المؤسسات الرائدة حول العالم لرقمنة المواد المميزة والفريدة للحفاظ على الريادة التي نتمتع بها في صناعة المعلومات والاسكتشاف».