أمر الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بمنح مساعدة إنسانية عاجلة إلى السكان الفلسطينيين بقطاع غزة، حيث يواصل جيش الاحتلال غاراته على القطاع مخلفا إلى حدود صباح أمس حوالي 100 شهيد، وأكثر من 600 مصاب. وذكر بلاغ للديوان الملكي أن الملك محمد السادس أمر بمنح مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة 5 ملايين دولار. كما منح الجرحى، ضحايا الهجوم الإسرائيلي، إمكانية الاستشفاء وتلقي الرعاية الطبية والعلاج في المغرب، مضيفا أن هذه القرارات الملكية تندرج في إطار التضامن الدائم والدعم المتواصل للمملكة مع الشعب الفلسطيني الشقيق. وأكد البلاغ ذاته أن «جلالة الملك أعطى تعليماته السامية إلى الحكومة لاتخاذ جميع الإجراءات الضرورية من أجل التسريع في تقديم هذا الدعم، بهدف التخفيف من معاناة مئات المدنيين الفلسطينيين من مختلف الأعمار، ضحايا العدوان الإسرائيلي». وجاءت هذه المبادرة الملكية الإنسانية، في الوقت الذي فشلت المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي في الضغط لاستصدار قرار بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، حيث اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالدعوة إلى التهدئة، ومطالبة مصر بفتح الحدود أمام الحالات الإنسانية. وفي سياق الفعاليات الاحتجاجية المنددة بعمليات التقتيل في القطاع، نظم حزب الأصالة والمعاصرة، أول أمس الخميس، وقفة احتجاجية أمام سفارة فلسطين في الرباط، رفعت فيها شعارات تطالب بضرورة التدخل لوقف المجازر. وأكد مصطفى بكوري، الأمين العام للحزب، أن «البام» خرج للتعبير عن تضامن المغرب والحزب بكل مكوناته مع هذه القضية التي يجب أن يدافع عنها الجميع، باعتبارها أعدل قضية، خاصة أمام التعنت الهمجي المتزايد والاعتداء على الشباب والنساء والأطفال في ضرب سافر لمبادئ الآدمية. وعلى صعيد متصل، خرجت مساء أمس الجمعة في الرباط فعاليات حقوقية في وقفة احتجاجية أمام البرلمان المغربي للتنديد ب«الهجمات العنصرية الإرهابية على الشعب الفلسطيني ومواصلة سياسة العقاب الجماعي في حق المدنيين»، وللتضامن أيضا مع الشعب الفلسطيني في انتفاضته. وأعلنت فعاليات إسلامية، منها حركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان، عن مشاركتها في التظاهرة الاحتجاجية. إذ دعا الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية الحكومة إلى «الضغط على الكيان الصهيوني لوقف هذا العدوان الوحشي». وداخل البرلمان، طالب فريق العدالة والتنمية بعقد جلسة مشتركة لمجلسي النواب والبرلمان لمناقشة الموضوع وإعلان التضامن مع ساكنة القطاع. كما دعا عبد الله بوانو الحكومة إلى التحرك بكل قوة، باعتبار أن المغرب كان دائما سباقا ليس فقط للتضامن، ولكن للتدخل لوقف هذا القصف الممنهج.