قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إن حصار قطاع غزة «انتهى عمليا» بعد المعركة الأخيرة مع إسرائيل، مؤكدا أن سلاح المقاومة «مقدس» ويجب إخراجه من ميدان التجاذبات. وأضاف مشعل خلال مؤتمر صحفي عقده في الدوحة، مساء أول أمس، إنه «يجب رفع الحصار عن غزة حتى لا تظل متفجرة في وجه إسرائيل»، داعيا مصر إلى فتح معبر رفح البري على حدودها مع القطاع. وأكد أن المصالحة الوطنية الفلسطينية «ترسخت» في ظل المعركة مع إسرائيل رغم أن أحد أهداف القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية ضرب الوحدة الوطنية، داعيا إلى «تعزيز الشراكة الفلسطينية» وفقا لوثيقة الوفاق الوطني التي وقعت عليها الفصائل عام 2006 في العاصمة المصرية القاهرة. وأوضح أن المطلوب من السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق الإسراع ببرنامج إغاثة الشعب الفلسطيني في غزة وسرعة إعادة الإعمار وإيواء النازحين وتكريس صور رفع الحصار عن القطاع. وطالب بسرعة إتمام المصالحة الفلسطينية بكل ملفاتها، مؤكدا أن حركة حماس ملتزمة بكل ما وقعت عليه في القاهرةوالدوحة، داعيا حكومة التوافق الوطني إلى سرعة العمل في قطاع غزة وتحمل مسؤولياتها. وفي سياق آخر، شدد مشعل على أن سلاح المقاومة الفلسطينية «مقدس»، قائلا: «المقاومة مقدسة وسلاحها مقدس وهي أيقونة الشعب ودرعه الحامي وطريقه للتحرير وعلى الجميع فلسطينيا أن يخرجها من ميدان التجاذب والخلاف، هي سندنا جميعا ولصالحنا جميعا هي تحمينا وندافع عنها ولا سياسة بدون مقاومة». وأكد على أن «المعركة الأخيرة مع إسرائيل أعادت الاعتبار لخيار المقاومة ورسخت الثقة به والرهان عليه بعد أن كان هناك تشكيك به في الماضي». وقال إن «المعركة فتحت أفاقا جديدة نحو تحرير فلسطين، وكتائب المقاومة في غزة باتت نواة جيش الدفاع والتحرير الفلسطيني». وأضاف مشعل: «بعد معركة العصف المأكول (المسمى الفلسطيني للحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة التي أسمتها تل أبيب ب»الجرف الصامد»)، معاركنا القادمة ينبغي أن تكون بكل الطاقة الفلسطينية والعربية»، معتبرا أن معركة «العصف المأكول أعادت قضية فلسطين للعمق العربي والإسلامي». وشدد على أنه لا يمكن حصار المقاومة الفلسطينية أو محاولة سحب البساط من تحتها؛ لأنها «توجد في عقل وقلب كل فلسطيني». وخاطب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» من وصفهم بأنهم «يتعاملون مع غزة على أنها عبء»، قائلا: «غزة ليست عبئا هي سند نتكئ عليه جميعا ومفخرة لنا جميعا وجربت رهانات كثيرة للتخلص منها وفشلت تماما». إلى ذلك، أكد مشعل أن المقاومة حققت جزءا مهما من مطالبها خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة، مشيرا إلى أن الفصائل الفلسطينية لن تتنازل عن مطالبها المتعلقة بإقامة ميناء ومطار. واعتبر «سلاح المقاومة الضمان لتحقيق بقية المطالب الفلسطينية». وقال: «من يدعمنا من تحت الطاولة هم أضعاف من يدعمنا من فوق الطاولة (...) أعلم أطرافا رسمية بالأمة العربية تابعوا المعركة من مواقع مختلفة فمنهم الداعم المؤيد والداعم غير السعيد والذي ينتظر خيارات أخرى». على ذات الصعيد، أشار إلى أن إسرائيل خسرت صورة «الضحية والمظلومية والقوة والقدرة المستندة لكيان ديمقراطي» في حربها على غزة. وقال: إن «إسرائيل ارتكبت محرقة في غزة أكبر من التي فعلها أدلوف هتلر.. إسرائيل باتت عبئا ثقيلا على اليهود وعلى العالم».