تكتسي مباراة الثالث من شتنبر الجاري، والتي تجمع المنتخبين المغربي والقطري لكرة القدم في لقاء ودي إعدادي، أهمية كبيرة ليس لأن طرفها الأساسي سيكون هو المنتخب الوطني الذي نراهن عليه في كأس أمم إفريقيا القادمة، ولكن لأنها تجري على أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، الذي تربطه علاقة قوية مع منتخب الوطن حيث ظل لسنوات يخوض أقوى مبارياته على أرضيته منذ كان يسمى بملعب «مارسيل ساردان» ثم الملعب الشرفي، الذي يفضل البيضاويون إلى اليوم أن يطلقوا عليه اسم «دونور»، ثم اسم محمد الخامس. قبل أن يتقرر لسر لا يزال إلى اليوم لغزا، أن يتم إبعاد المنتخب الوطني عن هذا الملعب ولا يعود إليه إلا اسثتناء. اليوم يبدو أن جامعة فوزي لقجع انتبهت للأمر، وقررت أن يخوض المنتخب المغربي أول لقاء يجريه في المغرب، وعلى عهدها، وتحت قيادة الناخب الوطني بادو الزاكي، الذي كان مطلبا وطنيا، مباراته في الدارالبيضاء وأمام جمهور بيضاوي عاشق للفرجة والحماس يتوزع اليوم بين أحمر ودادي، وأخضر رجاوي. لن تخسر بالتأكيد هذا الرهان. وسيكون الحضور الجماهيري وازنا أولا لأننا في حضرة الدارالبيضاء، وثانيا لأن المنتخب المغربي بوجهه الجديد سيكون طرفا، وثالثا لأن المغاربة يسعون لمعرفة تفاصيل هذا الوجه الذي ينتظره استحقاق كأس أمم إفريقيا في مستهل السنة القادمة. لذلك سيستفيد الزاكي ومنتخب الكرة من دعم جماهيري كبير، هو ما نريده في الكأس الإفريقية القادمة. وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد أن نعيد السؤال المستفز لماذا سقط ملعب المركب الرياضي محمد الخامس، ومعه الدارالبيضاء من خريطة الملاعب التي ستحتضن الحدث الإفريقي في بداية السنة الجديدة؟ مهما قدمت جامعة الكرة والكونفدرالية الإفريقية من مبررات، إلا أنها ستكون خارج النص لأنها ستضيع أعدادا كبيرة من الجماهير التي يمكن أن تملأ المدرجات. وسواء أحببنا أم كرهنا، فجمهور الدارالبيضاء هو القادر بمفرده على ملإ مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس، أو غيره، بقرابة المائة ألف متفرج. ولنا في مباريات الديربي الذي يجمع الرجاء بالوداد العبرة والنموذج كيف تختنق المدرجات، وتصل أثمنة تذاكر الدخول إلى مستويات عالية، بل وتباع في السوق السوداء. فلماذا نضيع كل هذا الكنز الذي قد لا نجده في ملاعب أخرى اختاراتها «الكاف» لاحتضان الحدث الإفريقي. في الدراسة الأولية التي أعدتها الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، لم يطرح خبراء «الكاف» من تحفظ إلا بشأن الحضور الجماهيري الذي يمكن ألا يفي بوعده، وقد لا يحضر بالأعداد التي تعطي للحدث الإفريقي قيمته. ومن الإجراءات التي قيل إنها يجب أن تصاحب الكأس الإفريقية، هو منح التلاميذ والطلبة خلال هذه الفترة عطلة مدرسية لكي تمتلإ مدرجات الملاعب. وهو إجراء يحتاج لقرار خارج سلطة جامعة الكرة، ويوجد بيد وزارة التربية الوطنية أساسا. لماذا يجب أن نبحث عن جماهير مفترضة من التلاميذ والطلبة، في الوقت الذي تشكل فيه جماهير الدارالبيضاء العاشقة لكرة القدم، زبائن تستطيع أن تحضر بالآلاف، وتقدم كل ما تملكه من معرفة في الدعم والتشجيع مع وجود أولترات حمراء وخضراء، لا شك أنها ستتضامن من أجل قميص واحد اسمه المنتخب الوطني، الذي لا نريده أن يكون مجرد مشارك في كأس أمم إفريقيا، بل فاعلا فيها ومتوجا بها بعد انتظار طال أمده. بقي فقط أن ندعو الجامعة، و»كاف» للتأمل في الأعداد التي ستزين مدرجات ملعب الدارالبيضاء في الثالث من الشهر الجاري، لتأخذ العبرة، وتصحح ما يمكن تصحيحيه.