سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«ناجي العلي» و«حنظلة» يتوجان فلسطين والمغرب في ختام الدورة الثانية لمهرجان أصيلة للفيلم الوثائقي فيلم صيني صُور بسرية فاز بجائزة النقد.. و»إلغوستو» ظفر بجائزة التحكيم
بعد منافسة امتدت ل3 أيام، بمشاركة 10 أعمال، اختتمت، مساء أول أمس السبت، الدورة الثانية لمهرجان أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي بأصيلة، بتتويج 5 أفلام وثائقية، من بينها فيلم فلسطيني مغربي حاز على أكبر جوائز الدورة من الناحية المالية، وشهد حفل الاختتام أيضا تكريم الممثلة نورا الصقلي، والإعلامية مليكة حاتم. وظفر فيلم «ناجي العلي في حضن حنظلة» على جائزة الجزيرة الوثائقية، وهو فيلم أخرجه الفلسطيني فائق جرادة، وكتب السيناريو الخاص به المغربي الحبيب الناصري، ويرصد عبر مجموعة من الشهادات والرسوم الكاريكاتورية، مسار الرسام الفلسطيني ناجي العلي ورمزية أيقونته حنظلة، بالإضافة إلى شخصيات أخرى تزينت بها رسوماته المنشورة على صفحات عدة صحف عربية، الأمر الذي كان يتسبب في صداع شديد للأنظمة العربية والمحتل الإسرائيلي، الذي قرر في النهاية إخراسه إلى الأبد. وحسب مخرج الفيلم، فائق جرادة، وهو ابن مدينة غزة، فالعمل استحضارٌ جديد لمواقف ناجي العلي حول القضية الفلسطينية النابعة من إيمانه الراسخ بالمقاومة وبالتحرر، وفي استحضارها وقوف أيضا على جانب من المقاومة الفلسطينية، وهي المقاومة عبر الفن، الذي نجح بالفعل في إزعاج الصهاينة إلى درجة القيام باغتيال ناجي العلي، غير أن شخصية حنظلة برمزيتها العميقة، والتي تجاوزت شهرتها شهرة ناجي نفسه، حسب الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم، تؤكد أن ناجي العلي لا زال يواصل مقاومته. أما جائزة لجنة التحكيم، فقد ذهبت إلى فيلم «إلغوستو»، وهو من إخراج الإيرلاندية سافينيز بوزيبا، ويحكي قصة فرقة موسيقية جزائرية مكونة من مسلمين ويهود، تفرقت السبل بين أعضائها الذين تقدموا في السن، ويرصد العمل محاولات جمع أعضاء الفرقة من جديد في حفلة تستعيد حنين الماضي، وهي المحاولة التي ستنجح في نهاية المطاف. وقد علق السينمائي المغربي جمال السويسي، رئيس لجنة التحكيم المهرجان، على هذا التتويج، بأن العمل استحق الجائزة لأنه لامس جوانب من الحياة الإنسانية، وأبرز سمو روح الصداقة والتواصل وحب الحياة لدى أبطاله. وذهبت جائزة الإخراج إلى عمل يرصد، بدوره، جانبا من المأساة الفلسطينية، وهو فيلم «السلحفاة التي فقدت درعها»، للمخرجة الألمانية من أصل فلسطيني، باري القلقيلي، يحكي قصة معاناة رجل فلسطيني عاش هاربا ومطاردا ثم منفيا إلى خارج وطنه، لكنه هناك سيواجه أسئلة محرجة من ابنته الصغيرة. وحسب مخرجة العمل، فإن الفيلم ينطلق من مشكلة سياسية تعاني منها الأسر الفلسطينية المهجّرة، وهي العودة إلى فلسطين، معتبرة أن عملها يندرج ضمن محاولات رسم صورة صحيحة لهذا الجانب من القضية الفلسطينية، والذي تواجهه آلة إعلامية إسرائيلية وغربية قوية. أما جائزة السيناريو، فقد ذهبت لفيلم «غوغل دماغ العالم»، الذي أخرجه الإسباني بن لويس، والذي يتطرق لمحاولة مؤسسة غوغل تحويل كل الكتب والمخطوطات إلى الشكل الرقمي، بما قد يؤدي في النهاية إلى انقراض الكتاب، والعمل يقف عند الجانب الإيجابي من العملية، وهو أن تصبح الثقافة أكثر شمولية وأقرب من جميع الناس، لكنه في المقابل يطرح أسئلة حول الجوانب الخفية من هذا المشروع، ومدى احترامه للهوية والتراث الإنساني وخصوصيات كل ثقافة. وذهبت جائزة النقد للفيلم الصيني «إلتماس»، للمخرج زاهوو ليانغ، الذي يحكي معاناة المواطنين الصينيين الكادحين مع فساد منظومة القضاء والإدارة وغياب العدل، حيث ينتظرون لشهور ولسنوات أمام مكتب تقديم الملتمسات، لعلهم يسترجعون بعضا من حقوقهم المسلوبة، لكن النتيجة تكون معاناة جديدة، حيث يعيشون حياة أشبه بالتشرد، ويواجهون اعتقالات الشرطة واعتداءات البلطجية المأجورين، لينتهي الأمر بالكثيرين إلى اليأس، ومن تم الاستسلام والرحيل أو حتى الانتحار. وأكدت منتجة الفيلم، التي حضرت لتسلم الجائزة، أن المخرج غامر كثيرا لتصوير الفيلم، واضطر كثيرا إلى العمل بشكل سري، بالنظر إلى تضييق السلطات الصينية، معتبرة أن العمل يتسم بالنقد القوي والشجاعة الكبيرة. وقدمت لجنة التحكيم تنويها خاصا لفيلم «محمد قُلي..»، وهو من إخراج المغربي أيوب اليوسفي، والذي رافق شابا جزائريا يعاني من ضعف البصر الحاد، حيث يقيم في باريس، لإثبات نفسه في مجال الموسيقى، مصرا على توزيع ألحانه في كل مكان يذهب إليه، وعاقدا العزم على إثبات ذاته رغم التحديات. وكرم الحفل الختامي وجهين نسائيين مغربيين، ويتعلق الأمر بالممثلة المغربية نورا الصقلي، ابنة مدينة أصيلة، حيث استعرض المنظمون عبر فيلم قصير، بداياتها في المسرح منذ أن كانت تلميذة في أصيلة، وصولا إلى تقديمها عشرات الأعمال السينمائية والمسرحية والتلفزيونية كممثلة محترفة. أما الشخصية الثانية المكرمة، فهي مليكة حاتم، الإعلامية التي عملت لعقود في التلفزة المغربية، عبر برامج حول الأسرة والمرأة مثل «لك سيدتي» و»فضاء الأسرة»، أو برامج أخرى سبرت أغوار الثقافة والطبيعة المغربيتين، مثل برنامج «أعماق المغرب»، وبرنامج «الهودج»، هذا الأخير الذي حاز عدة جوائز داخل وخارج المغرب ووثق لجوانب مهمة من الحياة التقليدية المغربية راصدا غناها وتنوعها.