كشفت مصادر مطلعة من داخل جماعة بيكودين بضواحي تارودانت ل"لمساء"، عن اختلالات مالية طالت صفقة مشروع حفر بئر مائي رصد لها مبلغ 114 مليون سنتيم خلال دورة أكتوبر من سنة 2009 من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تهم الشطر الثاني من المشروع. وأفادت المصادر ذاتها أن قيمة الإجمالية للصفقة لم تتجاوز 67 مليون سنيتم كما هو مؤشر بمحضر اجتماع من نفس السنة تتوفر "المساء" على نسخة منه، وهو ما يبين التناقض في قيمة الصفقتين. وأكدت مصادرنا أن أشغال الحفر تمت بعشوائية ولم تستند إلى أي دراسة تقنية، حيث عمدت المقاولة المذكورة إلى مباشرة الأشغال دون التأكد من موقع الحفر، ليتم استخراج كميات من المياه الحارة غير صالحة للشرب، وهو ما أجج غضب أهالي الدواوير المستهدفة الذين وصفوا المشروع بالفاشل، لعدم تحقيقه حلم السكان في التزود بمياه صالحة للشرب، وبالتالي إنهاء معاناتهم المستمرة مع مشكل جلب المياه. وكان سكان الدواوير المستهدفة من المشروع، قد أكدوا في شهاداتهم للجنة إقليمية مختلطة زارت المنطقة في وقت سابق رفضهم المطلق التزود بمياه البئر مخافة الإصابة ببعض الأمراض المزمنة الناجمة عن استهلاك مياه ملوثة كداء القصور الكلوي، خاصة بعد ظهور نتائج عرض محلول المياه على مصالح وكالة حوض الماء التي كشفت عن وجود كميات مهمة من مادة الكبريت العالقة، وهو ما يؤكد عدم مطابقتها لمعايير جودة مياه الشرب.