الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هو أكبر حزب في المغرب لم يحافظ على اتحاد مناضليه ومكوناته، وكأن اسم الاتحاد لا يعني هذا الحزب الذي انقسم وانشق كما لم ينقسم أي حزب آخر. الآن مع الخطوات التي خطاها رفاق احمد الزيدي إلى الخلف بعودتهم إلى الحزب الذي أسسه المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الله ابراهيم في 1959، ومع الحديث عن تفكير كل من فتح الله ولعلو ومحمد الأشعري والعربي عجول وعلي بوعبيد وآخرين في تأسيس كيان سياسي آخر، وبالنظر إلى كل ما يحدث في شبيبة الحزب وقطاعه النسائي، فضلا عن الانقسام العميق داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل؛ هل يصح القول إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية انتهى؟ وحده محمد الأشعري الذي تحلى بجرأة غير مسبوقة وقال إن الاتحاد الاشتراكي قد استنفد شروط وجوده وانتهى ولم يعد له من رجوع، وإن على الاتحاديين أن يتسلحوا بالجرأة ويواروا جثمانه الثرى. لكن، ألم يعد المغرب في حاجة إلى مبادئ وقيم الاتحاد الاشتراكي؟ هل أكملنا دورة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحداثة وحقوق الإنسان.. التي طالما بشر بها الاتحاد وناضل من أجلها وضحى؟ أم إن هذه الأفكار والمبادئ صارت أكبر من هذا الجسم الذي عندما اتسع لوجوه لا تفرق بين عبد الرحيم بوعبيد والمعطي بوعبيد، ضاق بأفكار الاشتراكية والديمقراطية والحداثة والتنوير؟ عموما، ما يُجمع عليه الباقون في الاتحاد والخارجون منه هو أن المغرب لم يصل بعد إلى نموذج الدولة الذي طمح إليه مؤسسو الاتحاد الوطني والاشتراكي. وسواء بقي الاتحاد قويا أو تشتت شذر مذر، فإن المغرب في حاجة إلى أفكاره ومبادئه.