دعا رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أول أمس الاثنين بالرباط، إلى تصحيح النقائص التي تحول دون تحقيق النتائج المنتظرة للقطاع السياحي من أجل تحسين تنافسيته على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. وقال بنكيران، الذي تحدث خلال افتتاح الدورة 11 للمناظرة الوطنية للسياحة، إن القطاع السياحي الذي يحتل مكانة مهمة في الاقتصاد الوطني، عرف نموا مهما خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة، معربا عن الأسف لوجود نقائص تحول دون تحقيق نتائج في مستوى طموحات المملكة. وأكد رئيس الحكومة أن سياسة المغرب في مجال السياحة «جيدة»، داعيا الفاعلين في القطاع إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لرفع التحديات المرتبطة بتنمية هذا القطاع الهام. وأكد بنكيران في هذا الصدد على ضرورة إعادة تأهيل المباني التراثية ذات البعد الثقافي للاستجابة لانتظارات السياح وتحسين تنافسية القطاع، ومواجهة المنافسة الشرسة لباقي الوجهات السياحية. وعرفت المناظرة الوطنية للسياحة مشاركة شخصيات أجنبية رفيعة المستوى، من بينها وزير الصناعة والطاقة والسياحة الإسباني، خوصي مانويل صوريا، الذي أبرز الأهمية التي يكتسيها القطاع السياحي على المستوى الدولي وإسهامه القيم في التنمية السوسيو اقتصادية للعديد من الدول، مشيرا إلى أن عدد السياح الأجانب ارتفع بنسبة 5 في المائة خلال سنة 2013، محققا بذلك رقما قياسيا بلغ مليارا و87 مليون سائح. وسجل الوزير أن هذا التوجه الإيجابي استمر خلال الربع الأول من سنة 2014، بارتفاع عدد السياح الأجانب بنسبة بلغت 4.6 في المائة، حسب المنظمة العالمية للسياحة التي تتوقع نموا يتراوح ما بين 4 و5ر4 في المائة بالنسبة لسنة 2014. وفي معرض حديثه عن قطاع السياحة الإسباني، أشار صوريا إلى أنه حطم جميع الأرقام ليحتل المرتبة الثالثة عالميا سنة 2013 بحوالي 61 مليون سائح، منوها بالنتائج الإيجابية التي حققها المغرب في هذا المجال، ليتموقع كأول وجهة سياحية على مستوى إفريقيا استقبلت أزيد من 10 ملايين سائح أجنبي. واعتبر الوزير أن «هذه النتائج تبرز أن المغرب وإسبانيا يتوفران على قطاعات سياحية قوية ومتماسكة، لها آفاق واعدة»، مجددا التأكيد على استعداد بلاده لوضع تجربتها في هذا المجال رهن إشارة المملكة، من أجل إنجاز برامجها السياحية المخطط لها على أكمل وجه. من جهته، أبرز رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، علي غنام، أن المغرب يهدف من خلال رؤية 2020 إلى التموقع كوجهة مرجعية في مجال التنمية المستدامة بالحوض المتوسطي، مؤكدا على ضرورة ضمان توزيع عادل لثمار النمو السياحي الذي بلغ 8 في المائة خلال سنة 2013، والذي يتوقع أن يرتفع إلى 9 في المائة خلال سنة 2014 على مستوى جميع وجهات المملكة. وفي هذا الإطار، شدد غنام على ضرورة التسريع بإحداث هيئات الإشراف، بما في ذلك الهيئة العليا للسياحة، واستكمال مسلسل تشغيل محطات المخطط الأزرق لاسيما محطات السعيدية وتاغازوت، بهدف تمكين القطاع من رؤية جاذبة للفاعلين الوطنيين والدوليين. وسجل أيضا الطابع الاستعجالي الذي يكتسيه الرفع من الميزانية المخصصة للترويج التي تمنح للمكتب الوطني المغربي للسياحة، من أجل تعزيز رؤية ومصداقية القطاع السياحي على المستويين الوطني والدولي، وتطوير عمليات التسويق وتعزيز العرض الجوي الوطني.