دخل العديد من المحامين بهيئة القنيطرة، الذين يتوفرون على الأهلية القانونية للترشح لمنصب النقيب، في سباق محموم للفوز بهذا المنصب، في الانتخابات المرتقب إجراؤها أواخر شهر دجنبر القادم. وفي سابقة من نوعها، بلغ عدد المرشحين لمنصب النقيب 8 أعضاء، وهو ما أثار ردود فعل متباينة، وصلت إلى حد استياء البعض من هذا التسابق غير المبرر نحو رئاسة الهيئة. إذ لم يسبق أن وصل عدد المرشحين للمنصب المذكور هذا الكم الهائل من المحامين. وأشار مصدر موثوق، أن أهم عنصر ساهم في امتعاض فئة عريضة من المحامين هو تدخل جهات تمثل الدولة لدعم أحد المرشحين على حساب الباقي، نظرا لطبيعة العلاقة التي تجمع مصالحها بهذا المرشح، وهو ما استهجنه عدد من المحامين، الذين اعتبروا الأمر تدخلا سافرا في شؤون مهنتهم المستقلة التي يتعين على الجميع عدم الاقتراب منها باعتبارها شأنا داخليا، على حد قولهم. وتساءل المصدر ذاته، عن مدى قدرة هؤلاء المرشحين على التصدي بكل حزم ومهنية للمشاكل التي ظلت تعيشها المهنة، سواء على مستوى ما يطبخ من قوانين، خاصة قانون مهنة المحاماة وقانون المسطرة المدنية والجنائية، أو على مستوى الواقع الذي يشير إلى تفشي ظاهرة الفساد والسمسرة واستمالة الزبناء بطرق غير مشروعة تضرب عرض الحائط كل أعراف المهنة وتقاليدها وقانونها، وهو ما فتح الباب على مصراعيه لحفنة من المتطفلين الذين أضحوا يعرضون خدماتهم على المتقاضين، ويتقدمون باسمهم لوضع الشكايات والمقالات ويصطفون في طوابير أمام صناديق المحكمة، رغم أنهم يفتقدون للصفة القانونية التي تخول لهم القيام بذلك، وهو ما يشكل، في نظر مجموعة من المحامين، اعتداء ماديا ومعنويا على أصحاب البذلة السوداء. وتنتظر النقيب الجديد، الذي سيخلف علي بكار، النقيب الحالي، الكثير من التحديات، أبرزها التصدي لمعضلة الفساد التي اكتوى بنارها شرفاء هذه المهنة، حيث مازال المحامون، وفق ما كشفوا عنه في تصريحات متطابقة، يعانون من مجموعة من المشاكل على مستوى الممارسة المهنية، يبقى أخطرها، في نظرهم، ظاهرة الفساد بكل تجلياته، سواء فيما تعلق بفساد الأخلاق، فساد السلوك، فساد التكوين وفساد الممارسة. وفي تغريدة له على صفحته الشخصية بموقع «الفايسبوك»، قال أحد المحامين معلقا «الآن الانتخابات المهنية على الأبواب، فهل يتجرأ كل مرشح لمنصب النقيب على التلويح بالتصدي لكل الممارسات والسلوكات الشاذة عن قانون المهنة وأعرافها وتقاليدها، وفي مقدمتها الفساد، أم سيختبئون، كما هو الحال في كل حملة انتخابية، وراء تقبيل الجميع ومجاملتهم، طمعا في كسب أصوات تُوصل إلى منصب النقيب».