وصلت رقصة المدربين إلى القسم الوطني الثاني حيث سقط مع نهاية الأسبوع الذي ودعناه، مدرب فريق يوسفية برشيد محمد البكاري. كان يمكن اعتبار هذا الأمر عاديا. فالكثير من مدربي هذا القسم سيسقطون لاحقا إذا لم تسعف النتائج التي أضحت، للأسف الشديد، ذاك السيف المسلط على رقاب المدربين في كل الأقسام. لكن في حالة فريق برشيد، يحتاج الأمر لقراءة خاصة يمكن التوقف معها على مستويين. المستوى الأول هو أن رئيس الفريق، الذي قرر التخلي عن البكاري، علل قراره بكون جمهور المدينة غاضب على مدرب الفريق. ولأن الجمهور هو بالنسبة للسيد الرئيس، والعضو الجامعي، أهم بكثير من أي شيء آخر، فقد اتخذ قراره بدون تردد. لقد قال رئيس يوسفية برشيد إن جمهور المدينة غاضب من البكاري، الذي جاء ليبعد أبناء الفريق على حساب أولائك اللاعبين الذين جيء بهم من أمل فريق الرجاء الرياضي. ولذلك كان القرار، قبل أن يضيف السيد الرئيس والعضو الجامعي، «أنه لا يمكن أن يغضب جمهوره»، دون أن يكشف عن الأسباب الحقيقية لهذا الحب الجنوني، الذي تختلط فيه الرياضة بشيء من السياسة. لكي نفهم وقتها المعنى الحقيقي للتسيير الكروي في البلد، وكيف ينظر الرؤساء لمهمتهم التي هي إرضاء الجمهور أولا وأخيرا. لو سرنا بمنطق رئيس يوسفية برشيد، لوجدنا أنفسنا أن كل مباراة يجب أن تسقط مدربا. فمباريات الكرة هي فوز وهزيمة. لذلك لا يمكن إلا أن نقول إن المبررات التي جاء بها هذا الرئيس، لكي يوقع عقد طلاق المدرب مع الفريق الذي يشرف عليه، لن تقنع أحدا. فلم يكن الجمهور في يوم من الأيام، ولا يجب أن يكون هو صاحب القرار. أما المستوى الثاني في قراءة ما حدث في برشيد، فهو أن «الصفقة» كانت في بدايتها خاطئة. فحينما اختار مسيرو الرجاء «منح» يوسفية برشيد فريقا بلاعبيه ومدربه، بعد أن وجدت الرجاء أنها لن تجد للاعبي أملها مكانا في الفريق الأول حينما راحت «تشتري» اللاعبين بملايين الدراهم، كانت ملامح الأزمة بادية للعيان. فبرشيد لها لاعبوها، ولها أبناء «أولاد حريز» الذين يتمنون حمل قميص اليوسفية في يوم من الأيام. كما أن لاعبي أمل الرجاء ظلوا يمنون النفس بالوصول إلى الفريق الأول وليس الإعارة إلى فرق في القسم الثاني. لذلك كان لابد أن نصل اليوم إلى ما وصلنا إليه مع فريق اسمه الرجاء عرف كيف يتخلص من لاعبي أمله، بدلا من الاعتماد عليهم وتوفير إمكانيات مالية فلكية كان يمكن أن تسثتمر في أشياء اخرى. ومع فريق اليوسفية، الذي خسر هو الآخر الرهان. وقد يكون قرار التخلي عن محمد البكاري، الذي حقق رفقة هذا الفريق وهو يلعب بطولة الأمل، عدة إنجازات وصلت حد التتويج بلقب الدوري لثلاثة مواسم متتالية، مؤثرا على المجموعة. وبذلك قد تكون الخسارة على أكثر من مستوى. بقي فقط أن نذكر أن المدرب عبد الحق اللوزاني سبق أن قال، بعد أن فشل وهو يدرب فريق الرجاء الرياضي، إنه لتتعاقد مع فريق اسمه الرجاء أو الوداد، فعليك أن تتعاقد مع جمهوره أولا. قد يصح هذا الأمر، رغم سورياليته، مع فرق من حجم الرجاء والوداد. لكنه لا يجب أن يكون صحيحا مع فريق صغير اسمه يوسفية برشيد.