لم يستسغ عدد ممن قطر بهم السقف ومن قادتهم التوزانات وحسابات السياسة والمظلات إلى الكراسي الوتيرة لجامعة كرة القدم، الانتقادات التي وجهناها إلى الأخيرة على خلفية ما بات يعرف بقضية فؤاد الصحابي، المدرب والمحلل بقناة «ميدي 1 تي في». لقد خرج بعض هؤلاء لينفثوا سمومهم ويروجوا الكثير من الأكاذيب، معتقدين أن كرسي المسؤولية في الجامعة أو القرب من المقربين من دوائر القرار أو إسداء الخدمات لهم سيمنح لهم شيكا على بياض ليفعلوا ويقوموا بما يحلو لهم، دون حسيب أو رقيب. لقد كان سيل المكالمات التي توصلت بها عقب ما أثرناه عن هذه القضية كبيرا، بين من أشاد وبين من كانت له وجهة نظر أخرى، لكنها تؤمن بالحق في الاختلاف وإبداء الرأي وبالتدافع الذي من شأنه أن ينتج أفكار خلاقة، تدفع بالأمور في الاتجاه الصحيح، بيد أن بعض من ليست لديهم شجاعة المواجهة، اختاروا أن يقفوا عند «ويل للمصلين»، وأن ينزلوا بمستوى النقاش إلى الحضيض وسفاسف الأمور. على هؤلاء أن يدركوا أن لنا في جامعة الكرة رفاق مهنة نحترمهم ونقدرهم، ولهم مكانة خاصة لدينا، كما أن بين من يشرفون على تدبير الشأن الكروي من نقف إجلالا للتصور الذي يحملونه عن كرة القدم المغربية، وعن ما تحتاجه لتحقق الإقلاع، وأن الاختلاف هو في تنزيل هذا المستوى النظري إلى أرض الواقع، غير أن ما يجب أن يعرفه هؤلاء وغير هؤلاء هو أننا لا نعرف «الضرب على البندير»، أو الانضمام إلى جوقة المادحين، وأننا نغلب المصلحة العامة على الخاصة، وأننا عندما ننتقد فبهدف الإصلاح وليس الهدم، وأننا لا نبغي من وراء ذلك لا جزاء ولاشكورا. إن وظيفة الصحفي أن ينبه ويدق ناقوس الخطر، ويحذر من المنزلقات، ويساهم في وضع الأمور في نصابها، لا أن يتحول إلى «نكافة» أو ببغاء يردد ما يقوله القائمون عن تدبير الشأن الكروي سواء أكانوا على خطأ أم صواب، ثم إن الانتقاد إذا كان هناك انتقاد فهو موجه إلى مؤسسة الجامعة وليس إلى الأشخاص. عندما يدرك بعض هؤلاء أن هناك فرقا كبيرا بين الصحفي و»النكافة» يمكن أن يستوعبوا مضمون هذا الكلام، و»أن يدخلوا سوق راسهم».