يخطئ الأطفال، بالرغم من صغر سنهم واعتقادنا بعدم وعيهم وقدرتهم على ارتكاب الأخطاء، غير أنه يجب ألا نترك أخطاءهم ونتجاوزها، فالعقاب مطلوب أحيانا لتقويم سلوك الأبناء، وهو أمر طبيعي ولا يجوز عدم استخدامه من باب التظاهر بالعطف، شرط أن يكون له ضوابط تحددها المواقف والمراحل العمرية بالرغم من أن بعض الخبراء والتربويين يرفضون كلمة العقاب ويرى أن التوجيه هو البديل الأنسب، فكيف يكون عقاب الأطفال بأساليب صحيحة؟ يتمثل العقاب في الحرمان من الأشياء التي يريدها الطفل ويحبها مثل: الحلويات أو الخروج أو اللعب بالكمبيوتر وغيرها من الأشياء المحببة لديه، ويتم ذلك لفترة معينة لا تتعدى ثلاثة أيام بحد أقصى وخمس دقائق بحد أدنى، ويجب على الوالدين الابتعاد عن العقاب البدني والنفسي. ويجب توجيه الطفل وخاصة العنيد للأشياء الصحيحة بشكل غير مباشر، وذلك من خلال اللعب وسرد القصص، أما إذا كان في مرحلة المراهقة، فلابد وأن يكون التوجيه من خلال الحوار الهادئ والمناقشة وتوضيح ميزات وعيوب أي موضوع بالإقناع والبرهان، ولابد من أن يكون التوجيه من الطرف الأكثر تواجدا مع الطفل، مع التأكيد على عدم تغافل دور الطرف الآخر أمام الطفل. وهناك فرق واضح بين التوجيه والعقاب، ففي حالات كثيرة، تصطدم الأم بطفلها العنيد الذي لا يستجيب لأي أمر طلب منه، وفي هذه الحالة وبعد استهلاك أساليب التحفيز يمكن للوالدين أن يتجها أخيرا للعقاب، على ألا يتضمن أي عنصر لفظي أو جسدي أو معنوي مهين، فيقتصر على حرمانه من شيء يحبه (لعبة أو مصروف الجيب اليومي أو برنامج تلفزيوني أو نزهة...)، ولكن لا بد من أن يخير الطفل بين أمرين متكافئين من ناحية السهولة أو الصعوبة، علما أن دفعه إلى الاختيار بين شيئين أحدهما سهل جدا والآخر صعب لا يؤتي من العقاب ثماره، وقد يكون خير الأفعال وأسلمها أحيانا هو الصمت الذي يحول الطفل عما كان يريده إلى التفكير فيما سيحدث له، فيبدأ بالتنازل عن الأشياء التي يريدها ويحاول بكافة الطرق التوصل لاسترضاء والديه. ويشار إلى أن الكبار عندما يستخدمون الألفاظ غير المقبولة أو الضرب في توجيه الأطفال يكون ذلك كارثة، لأنه يزيد من السلوك غير المرغوب، لدرجة أن الطفل يتعامل به مع الأطفال الآخرين، ويصبح سلوكا متأصلا في شخصيته فيما بعد عندما يكبر.