قبل أسابيع انطلقت عملية جديدة بالشباك الوحيد للتعمير في الدارالبيضاء، والتي تهدف، حسب القائمين عليها إلى تسهيل الإجراءات الإدارية داخل هذا الشباك، خاصة في الشق المرتبط بالتعمير، إلا أن الأيام القليلة على هذه العملية كانت كافية لظهور بعض التعقيدات، والمتعلقة ببطء النظام المعلوماتي، حسب بعض المهندسين. وقال محمد كريم السباعي، رئيس هيئة المهندسين بالدار البيضاء، إنه لحد الساعة لم تظهر أي نتائج جيدة للنظام الجديد، فهناك مشاكل كثيرة مرتبطة بالنظام المعلوماتي الذي يتم الاعتماد عليه في هذه العملية، حيث إن هناك بطئا في هذا النظام. وأضاف رئيس المهندسين بالدار البيضاء أن المهندسين يضطرون إلى "سكانير" مجموعة من الوثاق، وهو ما يثير الكثير من الصعوبات بالنسبة لهم، وأبرز أن هناك لقاء تم عقده مؤخرا في مقر ولاية الدار البيضاء للحديث عن هذه المشاكل، مؤكدا أنه لابد من معالجة العديد من القضايا داخل شباك الوحيد للتعمير والمرتبطة بشكل أساسي بنقص في الموارد البشرية وضرورة عقد اللجان التي تحسم في الملفات في أوقاتها المحددة، وقال: "لحد الساعة النظام المعلوماتي الذي تم الاعتماد عليه في شباك التعمير الوحيد لم يعط النتائج المتوخاة منه. هذا الرأي يزكيه أحد المنعشين العقاريين الشباب، عندما أوضح أنه كان من الأجدر تقليص عدد الوثائق الملف، لأن ذلك هو الذي يساهم في تبسيط الإجراءات، وقال "النظام الحالي زاد من تعقيد الكثير من القضايا، حيث إن بعض المهندسين سئموا منه". من جهة أخرى، أوضح مصدر ل"المساء" أنه من غير المعقول الحكم على تجربة لم يمر على تطبيقها سوى شهر ونصف، قائلا: "لا يمكن الحكم على هذه التجربة حاليا، كما أنه لمن يعد من الممكن قبول أي ملف لا يتوفر على جميع الوثائق المطلوبة، عكس ما كان سائدا قبل الشروع في هذا النظام". وتم اعتماد نظام مشابه لنظام القنصليات بشباك التعمير الوحيد في الدار البيضاء، إذ أصبح المشرف على المشروع، ملزما بأخذ مواعيد سابقة وأصبحت الملفات تودع حسب الطاقة الاستيعابية للشباك الوحيد، وأصبح من الواجب تحديد الموعد وإرسال جميع الوثائق عبر نظام معلوماتي، ولا يمكن عقد اللجنة إلا بعد التأكد من أن جميع الوثائق مستوفية للشروط". وقال عبد الرحيم وطاس، نائب عمدة الدار البيضاء في لقاء سابق بمعية بعث ممثلي الصحافة الوطنية، إنه في حال ما إذا كانت هناك ملاحظات حول الملف يتم إخبار المهندس بهذه الملاحظات، وإذا كانت هذه الملاحظات كثيرة يتم إرجاع الملف إلى المهندس، حتى لا يتم تحميل الشباك الوحيد تبعات هذا الملف. وتسعى الإجراءات الحالية، حسب المدافعين عن هذا النظام إلى تنظيم كل العمليات التي يشرف عليها شباك التعمير الوحيد، خاصة بالنسبة للمشاريع التي لها علاقة بالتعمير، وهي النتيجة التي ينتظرها بفارغ الصبر المشتغلون في مجال التعمير في العاصمة الاقتصادية، والذين يؤكدون أنه لابد من تجاوز الإكراهات التي ظهرت أثناء تطبيق هذا النظام.