مجلس النواب ينتخب مكتبه ممهدا الطريق لرئيس الحكومة لعرض حصيلته المرحلية    بعد سنوات من رئاسة الفريق البرلماني.. حزب الاستقلال يُنحي رسمياً نور الدين مضيان    ليبيريا تجدد تأكيد دعمها للوحدة الترابية للمغرب ولسيادته على كامل أراضيه    بوريطة: الهوية الإفريقية متجذرة بعمق في الاختيارات السياسية للمغرب بقيادة الملك محمد السادس    الحكومة تعمل على مضاعفة استيراد أضاحي العيد قياسا بالعام الماضي    رئيس الحكومة يستقبل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة    سلطات بوركينا فاسو تطرد دبلوماسيين فرنسيين    ثلاثة نجوم مغاربة يزينون نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    ما الذي قاله هشام الدكيك قبل المواجهة الحاسمة أمام ليبيا؟    السفينة الشراعية التدريبية للبحرية الألمانية "غورتش فوك" ترسو بميناء طنجة    المجلس الحكومي يصادق على تعيينات جديدة بمناصب عليا    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة (نصف النهاية).. المغرب يواجه ليبيا وعينه على الاقتراب من لقبه القاري الثالث و انتزاع بطاقة العبور للمونديال    البرلماني منصف الطوب يزف بشرى سارة لساكنة تطوان    توقيف ثلاثة أشخاص بعد الإعتداء على شرطي بنقطة المراقبة المرورية بمدخل مدينة أصيلة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    هل تغير أميركا موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة؟    تاجر مخدرات يوجه طعنة غادرة لشرطي خلال مزاولته لمهامه والأمن يتدخل    أصيلة.. توقيف ثلاثة أشخاص للاشتباه في ارتباطهم بالاتجار في المخدرات    منير بنرقي : عالم صغير يمثل الكون اللامتناهي    تفويت مستشفيات عمومية بالشمال للخواص يجر وزير الصحة للمساءلة البرلمانية    سفيان رحيمي يعتلي صدارة هدافي دوري أبطال آسيا    هل يتراجع "الكاف" عن تنظيم نسخة جديدة من "السوبرليغ" في 2024؟    نهضة بركان يشد اليوم الرحال إلى الجزائر لمواجهة اتحاد العاصمة في كأس "الكاف"        سفيرة المغرب بإسبانيا تعلن عن التزام الرباط بإعادة فتح المعابر التجارية مع مليلية وسبتة رغم التأخيرات    تقرير دولي يكشف عن عدد مليونيرات طنجة.. وشخص واحد بالمدينة تفوق ثروته المليار دولار    الدار البيضاء.. افتتاح معرض تشكيلي جماعي بعنوان : «التنوع المختزل في الريشة الإبداعية»    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    عزيز حطاب يكشف ل"القناة" حقيقة عودة "بين القصور" بجزء ثانٍ في رمضان المقبل!    اضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بعد أمطار غير مسبوقة    رونالدو يكسب يوفنتوس في ملف تحكيم    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    أكادير تحتضن الدورة الأولى لمهرجان "سوس كاسترو" الدولي لفنون الطهي ونجوم المطبخ    تنظيم الدورة الثانية لمعرض كتاب التاريخ للجديدة بحضور كتاب ومثقفين مغاربة وأجانب    البنك الدولي .. التوترات والمديونية تزيد ضبابية مستقبل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    إحباط محاولة تهريب 116 ألفا و605 أقراص مهلوسة إلى داخل التراب الوطني    بينهم سوري.. عقود عمل وهمية والإتجار بالبشر يطيحان ب5 أشخاص في فاس    "نتفليكس" تعرض مسلسلا مقتبسا من رواية "مئة عام من العزلة" لغارسيا ماركيز    الحكومة ‬المغربية ‬تؤكد مآل ‬تجديد ‬اتفاقية ‬الصيد ‬البحري    استطلاع: الأسرة المغربية غير قادرة على حماية أطفالها من مخاطر "التواصل الاجتماعي"    أما ‬حان ‬لمجلس ‬الأمن ‬الدولي ‬أن ‬ينهي ‬هذا ‬المسلسل ‬؟    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال    زلزال بقوة 6,3 درجات يضرب هذه الدولة    موهبة كروية جديدة تُشغل الصراع بين المغرب والجزائر    تحداو ظروف الحرب وخرجو يبدلو الجو.. مئات الفلسطنيين قصدو البحر فغزة باش يستمتعو بالما والشمش (فيديو)        لماذا أصدرت شركة أبل تحديثاً لهواتفها يعالج الرمز التعبيري للعلم الفلسطيني؟    حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية    نشرة الأخبار: رقم قياسي في الملل    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    وزارة الصحة تخلد اليوم العالمي للهيموفيليا    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    وزارة الصحة: حوالي 3000 إصابة بمرض الهيموفيليا بالمغرب    أرقام رسمية.. 3000 مغربي مصاب بمرض "الهيموفيليا" الوراثي وها شنو موجدة وزارة الصحة لهاد النزيف الدموي    عينات من دماء المصابين بكوفيد طويل الأمد يمكن أن تساعد في تجارب علمية مستقبلاً    الأمثال العامية بتطوان... (574)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مغاربة المافيا.. عندما يصبح القتل وسيلة للسيطرة على التجارة الدولية للمخدرات
قتيل ‬كل ‬شهرين ‬بسبتة ‬ومقتل ‬العشرات ‬من ‬المغاربة ‬بالأندلس ‬وأوربا
نشر في المساء يوم 21 - 12 - 2014

كان ‬مصطفى ‬أحمد ‬عبد ‬السلام ‬يعتبر ‬من ‬أكبر ‬عناصر ‬مافيا ‬لترويج ‬المخدرات ‬المتمركزة ‬بحي ‬برينسيبي ‬بسبتة. ‬تلقي ‬طافا ‬حسب ‬مصادر ‬إسبانية ‬العديد ‬من ‬التهديدات ‬بالقتل، ‬خصوصا ‬بعد ‬الإفراج ‬عنه ‬من ‬طرف ‬المحكمة ‬العليا ‬الإسبانية ‬لعدم ‬كفاية ‬الأدلة، ‬بعد ‬الحكم ‬عليه ‬سنة ‬2006، ‬بتهمة ‬التورط ‬في ‬مقتل ‬مغربي ‬سبتاوي ‬آخر ‬كان ‬يدعى ‬محمد ‬محمد ‬الصديق ‬الملقب ‬ب ‬‮«‬كيمبي‮»‬، ‬الذي ‬لقي ‬حتفه ‬بطلقات ‬رصاص ‬في ‬31 ‬دجنبر ‬1999. ‬لكن ‬المحكمة ‬العليا ‬أصدرت ‬قرارا ‬فريدا ‬من ‬نوعه، ‬سنة ‬2007، ‬يقضي ‬بمنع ‬طافا ‬من ‬التواجد ‬أو ‬الذهاب ‬إلى ‬سبتة ‬لمدة ‬5 ‬سنوات ‬نظرا ‬لخطورته. ‬بقي ‬طافا ‬البالغ ‬من ‬العمر ‬39 ‬سنة، ‬يمارس ‬أنشطته ‬فوق ‬التراب ‬الإسباني ‬بعيدا ‬عن ‬سبتة، ‬إلى ‬غاية ‬سنة ‬2013، ‬حيث ‬سيقرر ‬الإقامة ‬فيها ‬مجددا. ‬وتصف ‬محاضر ‬الأمن ‬الإسباني ‬طافا ‬بالمافياوي ‬الخطير، ‬فيما ‬كان ‬يعتبره ‬شباب ‬حي ‬برينسيبي ‬أسطورة، ‬نظرا ‬لما ‬عرفه ‬مسار ‬حياته. ‬ولم ‬تمض ‬أسابيع ‬على ‬وجود ‬طافا ‬بسبتة، ‬حتى ‬انطلقت ‬حرب ‬الشوارع ‬بالعيارات ‬النارية، ‬والتهديدات ‬وسط ‬خصومه، ‬في ‬إطار ‬تصفية ‬الحسابات ‬القديمة ‬منها ‬والجديدة، ‬إلى ‬غاية ‬ليلة ‬يوم ‬17 ‬يوليوز ‬من ‬شهر ‬رمضان ‬الماضي، ‬حيث ‬سيلقى ‬حتفه ‬إثر ‬طلقات ‬نارية ‬في ‬رأسه ‬صوبت ‬له ‬عن ‬قرب ‬من ‬قبل ‬مجهولين.‬ ‬منفذا ‬عملية ‬القتل ‬تنكرا ‬في ‬صفة ‬شابين ‬يمارسان ‬رياضة ‬المشي، ‬حيث ‬قررا ‬فور ‬وصوله ‬إلى ‬الكورنيش ‬الساحلي ‬لا ‬مارينا، ‬إمطاره ‬بست ‬طلقات ‬نارية، ‬إحداها ‬أصابت ‬رأسه، ‬قبل ‬أن ‬يلوذا ‬بالفرار. ‬تصفية ‬طافا ‬بتلك ‬الطريقة ‬الهوليودية، ‬حينما ‬كان ‬يتنزه ‬بعد ‬صلاة ‬العشاء ‬رفقة ‬زوجته، ‬أثارت ‬مخاوف ‬الأمن ‬الإسباني ‬من ‬اندلاع ‬شرارة ‬عمليات ‬التصفية ‬والانتقام ‬بالقتل ‬دون ‬تردد ‬من ‬قبل ‬هذه ‬المافيات. ‬تحقيقات ‬الأمن ‬حينها ‬توصلت ‬إلى ‬أن ‬عملية ‬قتل ‬طافا ‬بعيارات ‬نارية، ‬تدخل ‬في ‬إطار ‬تصفية ‬حسابات ‬بين ‬بعض ‬الأطراف ‬سيما ‬وأن ‬لهذا ‬الأخير ‬نزاعا ‬قضائيا ‬مع ‬مغربي ‬سبتاوي ‬يدعى ‬‮«‬الباسكي‮»‬، ‬الذي ‬سبق ‬أن ‬تعرض ‬لطلقات ‬نارية ‬سابقا ‬من ‬طرف ‬من ‬يصفهم ‬بأعدائه. ‬أياما ‬بعدها ‬سيتم ‬اعتقال ‬المسمى ‬
(‬أ.‬م) ‬والملقب ‬ب ‬‮«‬رامبو‮»‬ ‬يبلغ ‬من ‬العمر ‬26 ‬سنة، ‬للاشتباه ‬في ‬كونه ‬منفذ ‬عملية ‬القتل. ‬يوما ‬بعد ‬تصفية ‬طافا، ‬صرح ‬مندوب ‬حكومة ‬سبتة، ‬بأن ‬هذا ‬الأخير ‬يعتبر ‬‮«‬آل ‬كابوني‮»‬ ‬لمدينة ‬سبتة. ‬
‬قتيل ‬عن ‬طريق ‬الخطأ..‬أربع ‬رصاصات ‬في ‬رأس ‬مغربي
في ‬ال ‬30 ‬من ‬شتنبر ‬من ‬السنة ‬الماضية، ‬قامت ‬عناصر ‬مجهولة ‬بإطلاق ‬أربعة ‬عيارات ‬نارية، ‬ثلاثة ‬منها ‬في ‬اتجاه ‬رأس ‬شاب ‬مغربي ‬سبتي، ‬يبلغ ‬من ‬العمر ‬34 ‬سنة، ‬أردته ‬قتيلا ‬في ‬الحال. ‬فالضحية (‬طارق.‬م.‬م) ‬الذي ‬كان ‬جالسا ‬يرتشف ‬فنجان ‬قوته ‬في ‬مقهى ‬بحي ‬برينسيبي، ‬فوجئ ‬بشاب ‬يرتدي ‬خوذة ‬دراجة ‬نارية ‬غطت ‬كل ‬ملامح ‬وجهه، ‬يقتحم ‬المقهى، ‬ويصوب ‬اتجاهه ‬أربعة ‬عيارات ‬نارية، ‬ثلاثة ‬منها ‬أصابته ‬في ‬الرأس.‬
‬تحريات ‬الشرطة ‬الإسبانية ‬حينها ‬توصلت ‬إلى ‬معلومات ‬تفيد ‬بأن ‬قتل ‬طارق، ‬الأب ‬لأربعة ‬أطفال، ‬جاءت ‬عن ‬طريق ‬الخطأ ‬وأن ‬المستهدف ‬بالاغتيال ‬شخص ‬آخر ‬يشبه ‬الضحية، ‬دائما ‬في ‬إطار ‬تصفية ‬الحسابات ‬بين ‬بارونات ‬المخدرات. ‬مصادر ‬أخرى ‬من ‬الحي ‬نفسه ‬أكدت ‬للجريدة ‬أن ‬تصفية ‬طارق ‬كانت ‬بسبب ‬تورط ‬أحد ‬أقربائه ‬في ‬جريمة ‬قتل ‬عرفها ‬نفس ‬الحي ‬كان ‬ضحيتها ‬شاب ‬آخر.‬
حرب ‬المخدرات ‬تخلي ‬في ‬طريقها ‬عشرات ‬المغاربة
غالبا ‬ما ‬تعيش ‬شبكات ‬تهريب ‬المخدرات ‬الموجودة ‬فوق ‬التراب ‬الأندلسي ‬بجنوب ‬إسبانيا ‬أو ‬بمدينة ‬سبتة ‬ومليلية، ‬على ‬وقع ‬صراعات ‬قوية ‬ومنافسة ‬شديدة ‬فيما ‬بينها ‬بهدف ‬بسط ‬نفوذها ‬على ‬مناطق ‬خاصة، ‬وفرض ‬تسويق ‬بضاعتها، ‬أو ‬من ‬أجل ‬السيطرة ‬على ‬بعض ‬النقط ‬الشاطئية ‬التي ‬تنطلق ‬منها ‬ ‬زوارقها ‬النفاثة ‬المحملة ‬بالحشيش. ‬ففي ‬السنين ‬الأخيرة ‬تربع ‬العديد ‬من ‬المغاربة ‬على ‬عرش ‬المافيا ‬الدولية ‬المختصة ‬في ‬المتاجرة ‬في ‬الحشيش ‬أو ‬الكوكايين ‬والهيروين، ‬بعدما ‬كانوا ‬مجرد ‬متعاونين، ‬حيث ‬بدأ ‬يتزعم ‬‮«‬باطريارك‮»‬ ‬مغربي، ‬وخصوصا ‬من ‬الشمال، ‬العديد ‬من ‬الشبكات ‬الدولية ‬المتاجرة ‬في ‬المخدرات ‬التي ‬تتوغل ‬أذرعها ‬داخل ‬الدول ‬الأوربية ‬واللاتينية، ‬كما ‬هو ‬الحال ‬بالنسبة ‬لمحمد ‬الطيب ‬الوزاني ‬الملقب ‬ب ‬النيني، ‬غيره.‬
‬فعادة ‬ما ‬يتخذ ‬المغاربة ‬الحاملون ‬للجنسية ‬الإسبانية، ‬مدينة ‬سبتة ‬قاعدة ‬لمباشرة ‬أنشطتهم، ‬ومستقرا ‬لهم، ‬لمبررات ‬أمنية ‬وتفاديا ‬لاعتقالهم ‬في ‬حال ‬تفكيك ‬شبكاتهم ‬أو ‬اعتقال ‬بعض ‬عناصرها، ‬حيث ‬ينتقلون ‬سرا ‬إلى ‬المغرب ‬عبر ‬معبر ‬باب ‬سبتة، ‬سواء ‬بجوازات ‬مزورة ‬أو ‬بطريقة ‬غير ‬شرعية ‬عبر ‬المعابر ‬الخلفية، ‬كمعبر ‬بليونش ‬وغيرها، ‬فيما ‬لا ‬ينتقلون ‬إلى ‬الجزيرة ‬الإيبيرية ‬أو ‬كما ‬يسمونها ‬‮«‬البينينوسلا‮»‬ ‬إلا ‬لفترات ‬قصيرة ‬لعقد ‬اجتماعات ‬أو ‬تنظيم ‬لقاءات ‬بين ‬المافيات ‬الدولية ‬الأخرى ‬وشركائهم، ‬قبل ‬أن ‬يقفلوا ‬عائدين ‬أدراجهم ‬إلى ‬معاقلهم ‬بسبتة.‬
‬ويقول ‬مصدر ‬أمني ‬ل ‬‮«‬المساء‮»‬ ‬إن ‬حرب ‬المواقع ‬وتصفية ‬الحسابات ‬بين ‬زعماء ‬المافيا ‬الدولية ‬لتهريب ‬المخدرات ‬أسفرت، ‬خلال ‬السنتين ‬الأخيرتين، ‬عن ‬أكثر ‬من ‬30 ‬قتيلا ‬مغربيا، ‬أغلبهم ‬ينحدرون ‬من ‬شمال ‬المغرب ‬وخصوصا ‬من ‬سبتة، ‬تم ‬الإجهاز ‬عليهم ‬بعيارات ‬نارية، ‬سواء ‬بمنطقة ‬‮«‬كوستا ‬ديل ‬صول‮»‬، ‬أو ‬بمدينة ‬سبتة، ‬مضيفا ‬أن ‬مراتبهم ‬تختلف ‬فيما ‬بينها، ‬ابتداء ‬من ‬قائد ‬مركب ‬نفاث ‬لنقل ‬الحشيش، ‬إلى ‬وسطاء ‬في ‬عمليات ‬البيع ‬والتوزيع، ‬وانتهاء ‬بزعماء ‬كبار.‬
‬كوسطا ‬ديل ‬صول.. ‬مسرح ‬لتصفية ‬الحسابات ‬بين ‬عناصر ‬المافيا
يعتبر ‬الساحل ‬الجنوبي ‬الإسباني ‬المعروف ‬ب ‬‮«‬كوسطا ‬ديل ‬صول‮»‬، ‬من ‬أبرز ‬النقط ‬الساخنة ‬والسوداء ‬بإسبانيا، ‬بسبب ‬وجود ‬بعض ‬زعماء ‬وأعضاء ‬شبكات ‬مافيوية ‬عالمية، ‬أغلبها ‬تتعاطى ‬بيع ‬الحشيش ‬والكوكايين. ‬فأغلب ‬المغاربة ‬المتاجرين ‬في ‬المخدرات ‬يفضلون ‬الإقامة ‬ب ‬‮«‬ماربيا‮»‬ ‬أو ‬‮«‬مالقة‮»‬، ‬أو ‬‮«‬بويرتو ‬بانوس‮»‬، ‬وغيرها، ‬نظرا ‬لموقعها ‬الجغرافي ‬المطل ‬على ‬مشارف ‬الشواطئ ‬الأندلسية، ‬ولقربها ‬من ‬السواحل ‬الشمالية ‬المغربية. ‬وتعرف ‬المنطقة ‬خلال ‬السنتين ‬الأخيرتين ‬مقتل ‬العديد ‬من ‬الرؤوس ‬المغربية ‬لبعض ‬الشبكات ‬المنافسة، ‬كمقتل ‬بارون ‬المخدرات ‬المعروف ‬ب ‬‮«‬سكار ‬فيس‮»‬ ‬ب ‬12 ‬طلقة ‬نارية، ‬ونجاة ‬مغاربة ‬كانوا ‬رفقته، ‬بمدينة ‬ماربيا. ‬كان ‬سكارفيس، ‬والمسمى (‬سمير. ‬ب) ‬ينشط ‬بين ‬إسبانيا ‬وهولندا، ‬في ‬مجال ‬التهريب ‬والمتاجرة ‬في ‬الكوكايين، ‬كما ‬سبق ‬له ‬أن ‬شارك ‬بدوره ‬في ‬العديد ‬من ‬عمليات ‬الاغتيال، ‬من ‬أبرز ‬ضحاياها، ‬طفل ‬لم ‬يكن ‬يتجاوز ‬عمره ‬12 ‬سنة، ‬لقي ‬حتفه ‬في ‬إطار ‬تصفية ‬حسابات ‬بين ‬شبكة ‬‮«‬سكارفيس‮»‬ ‬ووالد ‬الطفل. ‬مصادر ‬أمنية ‬أوضحت ‬أن ‬‮«‬سكارفيس‮»‬ ‬اختار ‬هذا ‬اللقب ‬تيمنا ‬باللاجئ ‬الكوبي ‬ومهرب الكوكايين ‬‮«‬توني ‬مونتانا‮»‬، ‬لدوره ‬البارز ‬ضمن ‬الشبكات ‬الدولية ‬لتهريب ‬الكوكايين. ‬
المصير ‬نفسه ‬سيعرفه ‬مغربي ‬آخر ‬من ‬مدينة ‬طنجة، ‬لقي ‬مصرعه ‬بعد ‬إصابته ‬بعيارات ‬نارية، ‬بمدينة ‬الجزيرة ‬الخضراء ‬صيف ‬هذه ‬السنة، ‬على ‬يد ‬مجهولين. ‬ففي ‬الوقت ‬الذي ‬كان ‬الشاب ‬المغربي، ‬البالغ ‬من ‬العمر ‬22 ‬سنة، ‬يتجول ‬بين ‬أزقة ‬الجزيرة ‬الخضراء، ‬اقتربت ‬منه ‬سيارة ‬فارهة ‬من ‬نوع ‬‮«‬بي.‬إم‮» ‬ ‬تحمل ‬لوحة ‬أرقام ‬ألمانية، ‬وفق ‬شهود ‬عيان، ‬خرج ‬منها ‬بعض ‬الشبان ‬حاملين ‬رشاشات ‬أتوماتيكية، ‬ليطلقوا ‬عليه ‬العديد ‬من ‬العيارات ‬النارية ‬على ‬مرأى ‬من ‬المارة، ‬أردته ‬قتيلا ‬في ‬الحال. ‬تحقيقات ‬المصالح ‬الأمنية ‬أشارت ‬إلى ‬أن ‬الحادث ‬يدخل ‬ضمن ‬عملية ‬تصفية ‬حسابات ‬لعصابات ‬الاتجار ‬بالمخدرات، ‬فيما ‬لم ‬يتم ‬التوصل ‬إلى ‬معرفة ‬هوية ‬القاتلين. ‬فلائحة ‬المغاربة ‬المقتولين ‬في ‬إطار ‬تصفية ‬الحسابات ‬بين ‬الشبكات ‬المافيوية ‬فوق ‬التراب ‬الأوربي ‬طويلة ‬جدا، ‬نظرا ‬لدور ‬المغاربة ‬البارز ‬ضمنها ‬باعتبار ‬المغرب ‬الممول ‬الرئيس ‬لأوربا ‬بالحشيش، ‬ولتغيير ‬وجهة ‬الشبكات ‬اللاتينية ‬لمسار ‬نقلها ‬مخدر ‬الكوكايين ‬من ‬أوربا ‬إلى ‬المثلث ‬الإفريقي، ‬قبل ‬دخولها ‬المغرب ‬عبر ‬المناطق ‬الجنوبية ‬أو ‬عبر ‬مطارات ‬المملكة. ‬وفي ‬أواخر ‬شهر ‬غشت ‬الماضي ‬لقي ‬شاب ‬مغربي، ‬يبلغ ‬من ‬العمر ‬34 ‬سنة، ‬حتفه ‬وسط ‬العاصمة ‬الهولندية ‬أمستردام، ‬رميا ‬برصاص ‬غادر ‬صادر ‬عن ‬رشاش ‬‮«‬كلاشنيكوف‮»‬. ‬وسائل ‬إعلام ‬الأراضي ‬المنخفضة، ‬وتحقيقات ‬الأمن، ‬أشارت ‬حينها ‬إلى ‬أن ‬جريمة ‬الاغتيال ‬التي ‬ذهب ‬ضحيتها ‬المغربي ‬‮«‬د.‬م‮»‬، ‬تدخل ‬كذلك ‬في ‬إطار ‬تصفية ‬حسابات ‬بين ‬عصابات ‬للاتجار ‬في ‬المخدرات، ‬كما ‬كشفت ‬أن ‬القتيل ‬كان ‬يرتدي ‬سترة ‬واقية ‬من ‬الرصاص ‬تجنبا ‬لاغتياله، ‬مما ‬يعني ‬حسب ‬المصادر ‬ذاتها ‬أن ‬الهالك ‬كان ‬على ‬معرفة ‬مسبقة ‬بقرب ‬استهدافه. ‬مسار ‬حياة ‬الدرقاوي ‬مماثل ‬لمسار ‬العشرات ‬من ‬المغاربة ‬بأوربا ‬أعضاء ‬الشبكات ‬الدولية ‬لتهريب ‬المخدرات، ‬إذ ‬سبق ‬له ‬أن ‬اتهم ‬بمشاركته ‬في ‬عملية ‬إطلاق ‬نار ‬عرفتها ‬الضاحية ‬الغربية ‬لأمستردام ‬خلال ‬سنة ‬2012، ‬راح ‬ضحيتها ‬ثلاثة ‬مغاربة، ‬كما ‬أفادت ‬وسائل ‬الإعلام ‬ذاتها ‬أن ‬دوافع ‬اغتيال ‬الدرقاوي ‬تعود ‬لعلاقته ‬بحجز ‬كمية ‬ضخمة ‬من ‬الكوكايين ‬بمرفأ ‬‮«‬أنتويربن‮»‬ ‬ببلجيكا ‬سنة ‬2012، ‬والشكوك ‬في ‬وشايته ‬بالشحنة.‬
مافيا ‬المخدرات ‬تقتل ‬شخصا ‬كل ‬شهرين ‬بسبتة
‬خلال ‬السنة ‬الجارية ‬لقي6 ‬أشخاص ‬من ‬مغاربة ‬سبتة ‬مصرعهم ‬بطلقات ‬نارية، ‬تدخل ‬في ‬إطار ‬تصفية ‬الحسابات ‬بين ‬المافيا ‬الدولية ‬المتمركزة ‬هناك، ‬بهدف ‬بسط ‬نفوذها ‬وتحكمها ‬في ‬السوق ‬وتصفية ‬المنافسين ‬لها. ‬أما ‬السنة ‬ما ‬قبلها ‬فقد ‬لقي ‬نفس ‬العدد، ‬تقريبا، ‬مصرعهم، ‬وهو ‬ما ‬جعل ‬شبكات ‬مدينة ‬سبتة، ‬أشبه ‬ب ‬‮«‬كارتيلات‮»‬ ‬المخدرات ‬المتمركزة ‬بكولومبيا ‬وبعض ‬دول ‬أمريكا ‬اللاتينية ‬المختصة ‬في ‬تهريب ‬المخدرات. ‬
‬ففي ‬هذا ‬الأسبوع ‬تم ‬الإجهاز ‬على ‬المغربي ‬السبتاوي، ‬محمد ‬عزيز ‬عمار، ‬الملقب ‬ب ‬‮«‬كانيش‮»‬ ‬من ‬طرف ‬عناصر ‬مجهولة ‬بعيارات ‬نارية ‬أصابته ‬في ‬الرأس ‬والصدر، ‬قبل ‬أن ‬يتم ‬إضرام ‬النار ‬في ‬سيارته ‬المصفحة ‬الواقية ‬من ‬الرصاص. ‬ووفق ‬مصادر ‬أمنية، ‬فإن ‬‮«‬كانيش‮»‬ ‬يعتبر ‬من ‬أقرب ‬مساعدي‮ ‬محمد ‬الطيب ‬الوزاني ‬المعروف ‬ب ‬‮«‬إلنيني‮»‬، ‬مشيرة ‬إلى ‬أن ‬عملية ‬الاغتيال ‬تأتي ‬في ‬إطار ‬تصفية‮ ‬الحسابات ‬بين ‬مافيا ‬تهريب ‬المخدرات ‬بمدينة ‬سبتة، ‬حيث ‬أثبتت ‬التحقيقات ‬الأمنية ‬بعد ‬الاستماع ‬إلى ‬شهود ‬عيان، ‬احتمال ‬إطلاق ‬الرصاص‮ ‬بواسطة ‬مسدس ‬أوتوماتيكي ‬كاتم ‬للصوت،‮ ‬اعتبارا ‬لعدم ‬سماع ‬الشهود ‬صوت ‬إطلاق ‬النار، ‬قبل ‬أن ‬يتم ‬إضرام ‬النار ‬فيه ‬داخل ‬سيارته ‬الفاخرة. ‬
وقبله ‬تم ‬قتل (‬منير, ‬إ.‬م)‬، ‬بحي‮ ‬برينسيبي، ‬و(‬محمد ‬النقرة) ‬الملقب ‬ب ‬‮«‬كوفيتو‮»‬، ‬بنفس ‬الحي، ‬و(‬سفيان. ‬أ.‬س) ‬الملقب ‬ب ‬‮«‬ريبيري‮»‬، ‬والمغربي (‬سعيد ‬بريول)‬، ‬جلهم، ‬تم ‬تمت ‬تصفيتهم ‬في ‬إطار ‬الحرب ‬الشرسة ‬بين ‬شبكات ‬تهريب ‬المخدرات ‬الدولية.‬
‬ويكشف ‬أحد ‬أبناء ‬حي ‬برينسيبي ‬للجريدة ‬كيف ‬تمت ‬كذلك ‬تصفية ‬كريم ‬محمد ‬سنة ‬2011، ‬بعيارات ‬نارية ‬من ‬طرف ‬ملثمين، ‬بسبب ‬تعاونه ‬مع ‬المصالح ‬الأمنية ‬الإسبانية، ‬إذ ‬تم ‬اعتقال ‬5 ‬أشخاص ‬ستبت ‬المحكمة ‬في ‬ملفهم ‬خلال ‬شهر ‬يناير ‬المقبل. ‬ويقول ‬محدثنا ‬إن ‬تصفية ‬كريم، ‬سبقتها ‬محاولات ‬قتل ‬عديدة ‬فاشلة ‬في ‬حقه، ‬حيث ‬تم ‬طعنه ‬من ‬الخلف ‬بسلاح ‬أبيض ‬داخل ‬مقهى، ‬حيث ‬نجا ‬حينها ‬من ‬الموت ‬بعد ‬إسعافه. ‬كما ‬عرفت ‬المدينة ‬نفسها ‬مقتل ‬المغربي ‬السبتاوي، ‬طارق ‬محمد، ‬الذي ‬لقي ‬حتفه ‬بعيارات ‬نارية ‬بحي ‬برينسيبي، ‬ومحمد ‬سعيد، ‬الملقب ‬ب ‬‮«‬المورو ‬الأحمق‮»‬، ‬فيما ‬لا ‬تزال ‬الشرطة ‬الإسبانية ‬تبحث ‬جاهدة ‬لمعرفة ‬مصير ‬مغربي ‬سبتاوي ‬آخر، ‬يدعى ‬هشام ‬المفضل، ‬يرجح ‬مقتله ‬على ‬يد ‬مافيا ‬المخدرات، ‬دون ‬أن ‬يتم ‬التعرف ‬على ‬مكان ‬جثته.‬
المغاربة ‬على ‬رأس ‬قتلىت ‬تصفية ‬الحساباتت ‬بين ‬اكارتيلاتب ‬الأندلس
‬يتصدر ‬المغاربة ‬قائمة ‬القتلي ‬في ‬إطار ‬الحرب ‬الطاحنة ‬بين ‬عناصر ‬المافيا ‬الدولية ‬المتاجرة ‬في ‬كل ‬أنواع ‬المخدرات. ‬فوفق ‬تقارير ‬أمنية ‬فإن ‬مغاربة ‬سبتة، ‬ثم ‬ذوي ‬الجنسية ‬المغربية ‬يتصدرون ‬قائمة ‬الضحايا ‬متبوعين ‬بأصحاب ‬الجنسية ‬الإسبانية ‬ثم ‬الجزائرية. ‬كما ‬تكشف ‬مصادرنا ‬أن ‬مدينة ‬سبتة ‬هي ‬الأكثر ‬استهدافا، ‬تليها ‬منطقة ‬الأندلس ‬الإسبانية، ‬وخصوصا ‬المدن ‬التي ‬اشتهرت ‬بكونها ‬مقرا ‬للعديد ‬من ‬أعضاء ‬هذه ‬الشبكات، ‬سواء ‬المغربية، ‬أو ‬الإيطالية، ‬أو ‬الروسية ‬أو ‬اللاتينية. ‬
‬فأغلب ‬تجار ‬المخدرات ‬على ‬الصعيد ‬الدولي ‬لهم ‬إقامات ‬وشاليهات ‬فاخرة ‬بالتراب ‬الأندلسي، ‬كما ‬أصبح ‬الأمر ‬عادة ‬ضرورية ‬بالنسبة ‬لهم، ‬إذ ‬قلما ‬تجد ‬تاجر ‬مخدرات ‬لا ‬يتوفر ‬على ‬شاليه ‬وفيلا ‬فخمة ‬في ‬منطقة ‬ساحل ‬الشمس ‬الأندلسي ‬المعروف ‬ب ‬‮«‬كوسطا ‬ديل ‬صول‮»‬، ‬أما ‬سبتة ‬فهي ‬بالنسبة ‬لهم ‬ملاذ ‬آمن ‬ينبغي ‬التوفر ‬على ‬إقامة ‬بها، ‬تحسبا ‬لأي ‬طارئ ‬قد ‬يؤدي ‬إلى ‬اعتقالهم ‬أو ‬ورود ‬أسمائهم ‬خلال ‬تفكيك ‬شبكات ‬تهريب ‬المخدرات. ‬ووفق ‬المصادر ‬فإن ‬خطر ‬هذه ‬‮«‬الكارتيلات‮»‬ ‬أصبح ‬يهدد ‬أمن ‬شمال ‬المغرب، ‬لا ‬سيما ‬وأن ‬مدينة ‬طنجة ‬عرفت ‬خلال ‬هذه ‬السنة ‬جرائم ‬قتل ‬مماثلة ‬تم ‬إدراجها ‬ضمن ‬تصفية ‬الحسابات ‬بين ‬هذه ‬الشبكات ‬الدولية.‬
االنينيب.. ‬ابن ‬حي ‬االبرينسيبيب ‬الذي ‬ألهم ‬الفن ‬السابع
‬يعتبر ‬مسار ‬محمد ‬الطيب ‬الوزاني، ‬الملقب ‬ب«النيني‮»‬، ‬قدوة ‬بالنسبة ‬للمئات ‬من ‬سكان ‬حي ‬برينسيبي ‬بسبتة، ‬المدرج ‬ضمن ‬لائحة ‬المديرية ‬العامة ‬للأمن ‬الوطني ‬الإسباني ‬ب ‬‮«‬أخطر ‬حي‮»‬ ‬إسباني. ‬ففي ‬الوقت ‬الذي ‬كانت ‬طلقات ‬الرصاص ‬تلاحق ‬‮«‬النيني‮»‬ ‬في ‬عرض ‬المياه ‬الإقليمية ‬المغربية، ‬من ‬طرف ‬مجهولين ‬ممتطين ‬زورقا ‬نفاثا ‬ودراجة ‬مائية، ‬كانت ‬إسبانيا ‬تقدم ‬فيلم ‬‮«‬النينو‮»‬ ( ‬الفتى) ‬ضمن ‬لائحة ‬الأفلام ‬المرشحة ‬لنيل ‬جائزة ‬‮«‬أوسكار‮»‬ ‬للأفلام ‬السينمائية ‬العالمية. ‬العديد ‬من ‬المراقبين ‬اعتبروا ‬حينها ‬أن ‬عملية ‬إطلاق ‬الرصاص ‬على ‬‮«‬النيني‮»‬ ‬كانت ‬أحسن ‬وصلة ‬إشهارية ‬عالمية ‬للفيلم ‬الإسباني. ‬
تصدر ‬اسم ‬‮«‬النيني‮»‬ ‬وسائل ‬الإعلام ‬الإسبانية ‬والمغربية ‬قبل ‬أكثر ‬من ‬14 ‬سنة، ‬بعدما ‬قرر ‬الانضمام ‬إلى ‬شبكة ‬لتهريب ‬السجائر ‬من ‬جزيرة ‬جبل ‬طارق ‬إلى ‬اتجاه ‬القصر ‬قبل ‬أن ‬يغير ‬نشاطه ‬إلى ‬تهريب ‬المخدرات. ‬وخلال ‬تفجير ‬ملف ‬منير ‬الرماش، ‬طفا ‬مجددا ‬اسم ‬‮«‬النيني‮»‬ ‬بعدما ‬فر ‬أواخر ‬سنة ‬2002 ‬من ‬سجن ‬‮«‬فكتوريا ‬كانت‮»‬، ‬إثر ‬الحكم ‬عليه ‬في ‬ملف ‬يتعلق ‬بالضرب ‬والجرح ‬والصحة ‬العامة، ‬ليدخل ‬إلى ‬المغرب، ‬حيث ‬مكث ‬فيه ‬سنوات، ‬ليعود ‬من ‬جديد ‬لممارسة ‬نشاطه ‬في ‬الاتجار ‬الدولي ‬في ‬المخدرات.‬
‬بعد ‬فرار ‬‮«‬النيني‮»‬ ‬من ‬سجن ‬القنيطرة، ‬سيتم ‬تسليمه ‬إلى ‬الرباط ‬من ‬طرف ‬فرقة‮ ‬ ‬تابعة ‬للشرطة ‬الدولية (‬الأنتربول)‬، ‬بناء ‬على ‬مذكرة ‬بحث ‬واعتقال ‬دولية ‬صادرة ‬عن ‬المغرب ‬حيث ‬لم ‬يكشف ‬حينها ‬عن ‬مكان ‬اعتقاله ‬ولا ‬عن ‬المركز ‬السجني ‬الذي ‬سيتم ‬إيداعه ‬فيه. ‬قرار ‬تسليم ‬‮«‬النيني‮»‬ ‬جاء ‬بعدما‮ ‬ ‬صادق ‬مجلس ‬الوزراء ‬الإسباني ‬عليه،‮ ‬كما ‬أن ‬تسليمه ‬جاء ‬بعد ‬رفض ‬المحكمة ‬العليا ‬بمدريد ملتمس ‬تعليق ‬قرار ‬ترحيله ‬إلى ‬المغرب، ‬بعد ‬بتها ‬في ‬الطعن ‬الذي ‬تقدم ‬به ‬دفاع ‬مهرب ‬المخدرات ‬ضد ‬ذلك ‬القرار. ‬
تم ‬حينها ‬إيداع ‬‮«‬النيني‮»‬ ‬مجددا ‬في ‬سجن ‬القنيطرة، ‬لإنهاء ‬عقوبته ‬السجنية، ‬إضافة ‬إلى ‬تهمة ‬الفرار ‬منه ‬يوم ‬7 ‬دجنبر ‬2008. ‬لكن ‬بعد ‬مغادرته ‬أسوار ‬السجن ‬المغربي، ‬وعودته ‬إلى ‬الانضمام ‬إلى ‬المافيا ‬الدولية ‬لتهريب ‬المخدرات، ‬سواء ‬بصفة ‬وسيط ‬أو ‬شريك، ‬سيتعرض ‬صيف ‬هذه ‬السنة ‬لعملية ‬مطاردة ‬هوليودية ‬استعملت ‬فيها ‬الأسلحة ‬النارية، ‬وسط ‬المياه ‬الإقليمية ‬المغربية، ‬على ‬بعد ‬خمسة ‬عشر ‬كيلومترا ‬من ‬الحدود ‬الإسبانية. ‬تبادل ‬إطلاق ‬النار ‬في ‬إطار ‬تصفية ‬الحسابات ‬بين ‬شبكتين ‬تنشطان ‬في ‬الاتجار ‬في ‬المخدرات ‬وتهريبها، ‬أسفرت ‬عن ‬اختفاء ‬‮«‬النيني‮»‬ ‬الذي ‬مازال ‬مصيره ‬مجهولا ‬إلى ‬اليوم، ‬فيما ‬ترجح ‬مصادر ‬إسبانية ‬مقتله ‬في ‬عرض ‬البحر. ‬أما ‬ثروة ‬‮«‬النيني‮»‬ ‬التي ‬تركها ‬فهي ‬هائلة ‬ولا ‬تمكن ‬تصورها، ‬فهذا ‬الأخير ‬سبق ‬أن ‬صرح ‬بأن ‬رقم ‬ثروته ‬المالية ‬يفوق ‬عدد ‬سنوات ‬عمره، ‬أي ‬ما ‬يزيد ‬عن ‬30 ‬مليون ‬أورو. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.