معاقون بالبيضاء ينتظرون الإفراج عن ملفاتهم المعلقة

على ‬رأسها ‬الولوجيات ‬ومجانية ‬الركوب ‬في ‬وسائل ‬النقل ‬الجماعية

لم ‬يحتفل ‬المعاقون ‬بالدار ‬البيضاء ‬بيومهم ‬العالمي ‬بأكل ‬الحلوى ‬وتبادل ‬الهدايا، ‬بل ‬كان ‬فرصة ‬لتجديد ‬الآلام ‬والمعاناة ‬الكثيرة ‬التي ‬يتخبطون ‬فيها ‬رفقة ‬أسرهم ‬وذويهم، ‬على ‬اعتبار ‬أن ‬العديد ‬من ‬الملفات ‬التي ‬يدافعون ‬عنها ‬منذ ‬عقود ‬طويلة ‬لم ‬تر ‬النور ‬لحد ‬الساعة، ‬من ‬بينها ‬الولوجيات ‬ومجانية ‬ركوب ‬الحافلات ‬وتعويض ‬أسر ‬المعاقين ‬ماديا ‬من ‬أجل ‬التكفل ‬بأبنائهم ‬الذين ‬يعانون ‬من ‬إعاقات ‬ذهنية.‬
وقال ‬يوسف ‬الرخيص، ‬مستشار ‬بمجلس ‬مدينة ‬الدار ‬البيضاء، ‬وهو ‬الوحيد ‬الذي ‬يشكل ‬صوت ‬المعاقين ‬في ‬المجلس، ‬إنه ‬رغم ‬الكثير ‬من ‬المطالب ‬التي ‬يلح ‬عليها ‬خلال ‬دورات ‬المجلس ‬فإنه ‬لا ‬تتم ‬الاستجابة ‬إليها، ‬واستدل ‬على ‬ذلك ‬بالقضية ‬المتعلقة ‬بانعدام ‬الولوجيات ‬ومجانية ‬النقل، ‬وأضاف ‬أن ‬المعاقين ‬في ‬العاصمة ‬الاقتصادية ‬لا ‬يتوفرون ‬على ‬بطاقة ‬المجانية ‬لركوب ‬وسائل ‬النقل ‬وكل ‬ما ‬في ‬الأمر ‬أن ‬بعض ‬المراقبين ‬يتعاملون ‬بنوع ‬من ‬الشفقة ‬مع ‬هذه ‬الفئة، ‬على ‬اعتبار ‬أنه ‬لا ‬يوجد ‬أي ‬معطى ‬قانوني ‬يسمح ‬للمعاق ‬بركوب ‬وسائل ‬النقل ‬الجماعية ‬بالمجان.‬
وأوضح ‬يوسف ‬الرخيص ‬أن ‬13 ‬ألف ‬إعاقة ‬سنويا ‬تكون ‬ناجمة ‬عن ‬حوادث ‬السير، ‬وأكد ‬أن ‬هذا ‬الأمر ‬دليل ‬على ‬أن ‬حوادث ‬السير ‬تتسبب ‬في ‬إعاقة ‬الكثير ‬من ‬المواطنين، ‬الذين ‬يجدون ‬أنفسهم ‬بين ‬ليلة ‬وضحاها ‬معاقين.‬
وأكد ‬المتحدث ‬ذاته ‬أن ‬الكثير ‬من ‬المعاقين ‬في ‬الدار ‬البيضاء ‬محرومين ‬من ‬التمدرس، ‬وقال "‬إن ‬90 ‬في ‬المائة ‬من ‬المعاقين ‬في ‬الدار ‬البيضاء ‬والمغرب ‬عموما ‬محرومون ‬من ‬التمدرس ‬لأسباب ‬مختلفة، ‬من ‬بينها ‬إما ‬غياب ‬الولوجيات ‬في ‬المؤسسات ‬العمومية، ‬وهو ‬ما ‬يصعب ‬مأمورية ‬المعاقين ‬في ‬مواصلة ‬الدراسة، ‬أو ‬غياب ‬مدارس ‬خاصة ‬بالمعاقين ‬ذهنيا، ‬الشيء ‬الذي ‬يحول ‬دون ‬أن ‬تنعم ‬فئة ‬كبيرة ‬من ‬هؤلاء ‬المعاقين ‬بالتعليم، ‬وباستثناء ‬بعض ‬المشاريع ‬التي ‬يتم ‬إنجازها ‬في ‬إطار ‬المبادرة ‬الوطنية ‬للتنمية ‬البشرية، ‬فإن ‬الملاحظ ‬أن ‬المشاريع ‬المرتبطة ‬بهذه ‬الفئة ‬على ‬مستوى ‬المدينة ‬ما ‬تزال ‬قليلة ‬جدا".‬
وأضاف ‬أن ‬العديد ‬من ‬ذوي ‬الاحتياجات ‬الخاصة ‬الذين ‬يتحدون ‬إعاقتهم ‬وواصلوا ‬تعليمهم ‬يصطدمون ‬في ‬نهاية ‬المطاف ‬مع ‬صعوبة ‬الحصول ‬على ‬عمل، ‬على ‬اعتبار ‬أنه ‬لا ‬ينظر ‬لهم ‬من ‬طرف ‬المشغلين ‬على ‬أنهم ‬كفاءات، ‬ولكن ‬فقط ‬كونهم ‬معاقين ‬غير ‬قادرين ‬على ‬العمل، ‬وهو ‬ما ‬يضيع ‬الفرص ‬على ‬الكثير ‬منهم، ‬رغم ‬حاجتهم ‬بالملحة ‬للعمل. ‬
وقال ‬يوسف ‬الرخيص ‬إنه ‬يجب ‬أن ‬تكون ‬مشاكل ‬ذوي ‬الاحتياجات ‬الخاصة ‬همّا ‬يوميا ‬وليس ‬قضية ‬يتم ‬الحديث ‬عنها ‬سنويا، ‬وخاصة ‬أثناء ‬الاحتفال ‬باليوم ‬العالمي، ‬فالمشاكل ‬التي ‬يعاني ‬منها ‬المعاق ‬محليا ‬أو ‬وطنيا ‬تستدعي ‬التفكير ‬في ‬إيجاد ‬صيغ ‬مناسبة ‬لحلها".‬
وعادة ‬ما ‬يؤكد ‬بعض ‬المتتبعين ‬للملف ‬أنه ‬لا ‬يعقل ‬أن ‬تبقى ‬هذه ‬الفئة ‬من ‬المواطنين ‬على ‬الهامش، ‬الأمر ‬الذي ‬يستدعي ‬وضعها ‬في ‬الحسبان ‬أثناء ‬إنجاز ‬المشاريع، ‬خاصة ‬أن ‬بعض ‬مطالبها ‬لا ‬تحتاج ‬إلى ‬إمكانات ‬ضخمة، ‬كما ‬هو ‬الحال ‬بالنسبة ‬إلى ‬الولوجيات ‬في ‬المؤسسات ‬العمومية ‬كالمقرات ‬الإدراية ‬أو ‬المدارس.‬