خرج سكان دواوير بجماعة تيسنت، التابعة لإقليم طاطا، في مسيرة ليلية سيرا على الأقدام للمطالبة بتعويض ضحايا الفيضانات بالجنوب، بعدما أصبحوا «عالة» على عائلات أخرى قامت باستضافتهم تضامنا مع وضعهم الإنساني، جراء انهيار منازلهم وضياع أثاثهم. المسيرة الصامتة، التي نظمت ليلة الثلاثاء الماضي في اتجاه العمالة، رفعت خلالها شعارات تندد ب«التماطل» في إنصاف الضحايا وتطالب بإصلاح الطرق والقناطر الهشة والمتدهورة . وحسب شهادة أحد المحتجين، فإن الفيضانات الأخيرة التي عرفتها عدة مناطق في الجنوب كانت لها تأثيرات كبيرة على سكان دوار الزاوية وهو أحد أكبر الدواوير، يبعد عن مركز الجماعة بحوالي 07 كلم، والذي مازال سكانه يتجرعون قساوة العيش بسبب الخسائر المادية التي طالت ممتلكاتهم. وتعبيرا عن احتجاجهم على عدم التفات السلطات لمعاناتهم، نظم السكان تلك المسيرة للمطالبة بإصلاح الطرق بدل الإصلاحات «الترقيعية» التي، يضيف المتحدث، لم تكن كافية بالنظر إلى حالة الطريق المتدهورة. وطالب السكان، خلال المسيرة، بإصلاح المدرسة الابتدائية بسبب هشاشة بنيتها التحتية، وتمكين جميع التلاميذ من النقل والمنح الدراسية ضمانا لتمدرسهم، بسبب الوضعية المادية الصعبة التي يمر منها آباؤهم . وحسب المحتجين، فإن المسيرة التي نظمت في البداية على طول الطريق الرابط بين دوار الزاوية وقيادة تيسنت، عرفت اعتصاما للمحتجين أمام القيادة، بعدما تم رفض إجراء حوار معهم من قبل قائد المنطقة، والذي رفض، حسب تعبيرهم، استقبال أعضاء لجنة الحوار التي انتدبها المحتجون. وبعدما قرر المحتجون الانتقال إلى مركز العمالة، ملتمسين توفير وسيلة نقل تقلهم إلى مكان الاحتجاج، تمت عسكرة المكان، حيث صدرت، حسب قولهم، تعليمات صارمة لإقامة حواجز للدرك الملكي وتطويق الطريق أمام المحتجين الذين قرروا السير على الأقدام للوصول إلى مقر عمالة الإقليم التي تبعد بحوالي 75 كلم عن القيادة المذكورة، حيث شكل المحتجون لجنة للحوار اجتمعت بعامل الإقليم في صباح اليوم الموالي وتم تقديم وعود لهم بحلول ملموسة لجميع مشاكلهم.