التأم جمع مجموعة من الصم البكم، أول أمس الأربعاء، في وقفة احتجاجية صامتة أمام مقر عمالة جرادة، لإثارة انتباه المسؤولين إلى وضعيتهم المزرية والإعلان عن مطالبهم المتمثلة في العيش الكريم والحياة العادية كباقي المواطنين. شعارات مطلبية رددت خلال الوقفة الصامتة تم التعبير عنها بمجموعة من الإشارات والحركات، كأحد أساليب التواصل المعتمدة بالنسبة إليهم، والتي كانت ذات معاني كبيرة، تم تلخيصها في الرسالة المطلبية الموجهة إلى الجهات المسؤولة بالإقليم, تتمثل في الحق في الإدماج بمعناه الشمولي والحق في الحياة الكريمة من خلال توفير شغل قار يضمن لهم ولأسرهم العيش الكريم... كما رفع الصم البكم المحتجون لافتة تؤكد على العناية التي يحظى بها المعاقون من طرف الملك محمد السادس، والتي كان على المسؤولين التجاوب معها بتفعيل الإرادة الملكية في ضمان شروط الكرامة لهذه الفئة من المجتمع. «مصطفى. ب.»، أحد المهتمين بهذه الفئة ذكر أن على المسؤولين الالتفات والإنصات إليها، نظرا لكون هذه الفئة محرومة من حاستي السمع والنطق، وبالتالي فهؤلاء الصم البكم غير قادرين على إبلاغ مطالبهم إلى الجهات المسؤولة، «لهذا تظل هذه الفئة الهشة الأكثر تهميشا، حيث إنها لا تتوفر الشروط الكفيلة بإدماج هذه الفئة في المجتمع، وبالتالي تضيع حقوقهم الإنسانية إلى جانب حرمانهم من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ...». ويضيف قائلا إن الوقفة رسالة إلى المسؤولين بأن هناك فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة في حاجة إلى حقوق وإلى الرعاية والاهتمام وفي حاجة إلى أن تحفظ كرامتها الإنسانية، وأن يوفر لها العيش الكريم بعيدا عن الدفع بهم إلى الفقر والحاجة والتسول الذي يحط من كرامة المواطن . يشار إلى أن ملف الصم البكم ظل إلى اليوم يتدحرج من غير أن توجد رؤية أكثر واقعية تتفهم وضعية هذه الفئة وتستجيب لحقوقها في إطار استراتيجية التنمية البشرية، سواء من حيث وضع بنية تحتية قادرة على استقطاب هذه الفئة من خلال المراكز التعليمية ذات التخصص للصغار أو من خلال مراكز التكوين من أجل الإدماج، أو عبر تمكينهم من الاندماج بما يمكنهم من إعالة أسرهم وما تتطلبه الحياة اليومية من تكاليف مرهقة بعيدا عن الحلول الترقيعية التي تنحصر في مساعدات ظرفية لا تتعدى منطق الإحسان .