ما كشف عنه الدكتور منير سرتاني ل«المساء» من كون كثير من اللحوم التي يستهلكها المغاربة وتحمل أختاما صحية رغم كونها مذبوحة داخل مجازر غير معتمدة من طرف المكتب الوطني للسلامة الضحية، مفارقة خطيرة وتستوجب من المسؤولين عن القطاع الوقوف مليا عندها. من الجيد أن تشن الدولة، بين الفينة والأخرى، حملات على الذبيحة السرية حماية لصحة المغاربة، لكن من المفيد، أيضا، أن يولي المسؤولون اهتماما لأوضاع كثير من المجازر، سواء تلك التي توجد داخل المدن أو تلك المنتشرة في البوادي التي تنعدم فيها أدنى الشروط الصحية، ولاسيما حين تختلط اللحوم بمخلفات الحيوانات. إن قطاع اللحوم الحمراء في المغرب وظروف العمل في المجازر تحتاج إلى أكثر من القوانين، إنها فعلا تحتاج إلى إرادة حقيقية من طرف وزارة الفلاحة المسؤولة عن المكتب الوطني السلامة الصحية والجماعات المحلية التي تدخل المجازرُ في مناطق نفوذها الترابي، من أجل الوصول إلى حلول عملية لتأهيل تلك المجازر وجعلها في المستوى المطلوب الذي يمكن من حماية صحة المغاربة الذين يفترض جلهم أن اللحوم التي تحمل أختاما صحية ستكون حتما جهزت داخل مجازر تتوفر فيها شروط السلامة الصحية. وفي الأخير، لا يسعنا إلا أن نحمد الله على أن طريقة استهلاك هذا الشعب للحوم الحمراء، ولحسن حظه، تساعد على بلوغ درجة حرارة عالية تمكن من توفير حماية مهمة ضد هذه الأخطار البيولوجية التي تمثلها ميكروبات خطيرة، كالاشريشيا القولونية والسالمونيلا وبعض أنواع الكلوستريديا، وإلا فإن صحة كل المغاربة ستكون مهددة بخطر الأمراض القاتلة.