كشفت جمعية مرضى الهيموفيليا بجهة سوس ماسة درعة أن أحد المصابين بهذا المرض تعرض لحادثة سير بالجماعة القروية آيت يعزة (شرق مدينة تارودانت) حيث أصيب بجرح في رأسه وكسر في رجله. وبحكم أن هذا النوع من المرضى يصاب بنزيف داخلي حاد ويحتاج بشكل مستعجل إلى الأمصال الخاصة بتخثر الدم من أجل وقف النزيف، فقد تم نقله على وجه السرعة مباشرة إلى مستشفى المختار السوسي بتارودانت، إلا أن هذا الأخير لا يتوفر على هذا النوع من الأمصال باهظة الثمن. وتم ربط الاتصال بالمستشفى الجامعي بمراكش من أجل إسعاف المعني بالأمر وتم الاستفسار حول إمكانية نقل المصاب إلى مراكش، فتم إخبار رئيس الجمعية بأنه لا يمكن استقبال المريض إلا ومعه الدواء الخاص بهذا النوع من الإصابات وبالكمية الكافية لكون المستشفى الجامعي بمراكش لا يتوفر على هذا النوع من الدواء. ومن أجل تدارك الأمر تم الاتصال بأعضاء الجمعية من المرضى بكل مناطق الجهة والمغرب لتوفير كمية من الدواء، الأمر الذي استغرق أربعة أيام من الانتظار مما أثر سلبا على الوضع الصحي للمريض وأدخله في غيبوبة تامة. وبعد أن تم نقله إلى مراكش عاتب رئيس قسم أمراض الدم أعضاء الجمعية وأفرادا من عائلة المريض بسبب التأخير، علما أنه هو من سبق أن اشترط توفير الدواء من أجل استقباله، الأمر الذي أثار حفيظة أعضاء الجمعية، الذين استنكروا عدم توفر هذا النوع من الدواء بالكميات المطلوبة كما استنكروا عدم التعامل الإستعجالي مع حالة هذا المريض خاصة بعد إلحاحهم على أن حالته حرجة بحكم إصابته بمرض الهيموفيليا. وشدد رئيس الجمعية في اتصال ب"المساء" على أن معاناة مرضى الهيموفيليا لا تزال مستمرة رغم الوعود التي سبق أن قدمتها الجهات المعنية لتوفير الدواء الذي يكلف عائلات المرضى مبالغ مالية مهمة، الأمر الذي يزيد من معاناة هؤلاء الضحايا. وذكر المصدر ذاته أن حالة أخرى من المصابين التحقت بمستشفى الحسن الثاني بأكادير بسبب نزيف على مستوى المثانة إلا أن غياب الدواء زاد من خطورة الوضع الصحي لهذا المريض، وجددت الجمعية نداءها إلى المصالح الطبية المعنية من أجل الالتفات إلى خطورة الوضعية التي يكون عليها هذا النوع من المرضى وكذا المعاناة التي تكابدها عائلاتهم.