فجر فريق اتحاد الخميسات قنبلة من العيار الثقيل حينما قرر الاستماع لحارس مرماه الذي تلقى مساومة من قبل أحد السماسرة للتلاعب في نتيجة إحدى المباريات. واختار مسؤولو الفريق الزموي أن يضعوا هذا الملف الحارق بيد جامعة الكرة للقيام بالمتعين، وإن كانت التجربة قد علمتنا أن هذه المؤسسة تختار الصمت كلما تفجرت فضية تلاعب أو بيع وشراء في مباريات الكرة. وظلت تنظر لمثل هذه الملفات وكان الأمر لا تعنيها، في الوقت الذي يفترض فيها أن تكون في الصفوف الأمامية لمثل هذه الملفات لأنها تعني صورة كرة القدم الوطنية المتواجدة اليوم في مواجهة مع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بسبب ملف تنظيم النسخة الثلاثين من «الكان». لقد ظلت نتائج المنافسات الرياضية، وكرة القدم على وجه الخصوص، تثير الكثير من الشكوك كلما اقترب الموسم الرياضي من نهايته. وظل العارفون بخبايا الأمور يتداولون، مع كل نهاية موسم، حكايات بعضها حقيقي والبعض الآخر فيه شيء من الغرائبية حول حالات بيع وشراء. بل إن بعض الأندية أضحت متخصصة في هذا الباب، وتتوفر على لاعبين أو مدربين أو مسيرين مستعدين للبيع والشراء. لذلك فحينما تفجرت قضية فريق رجاء بني ملال لكرة القدم، وحكاية الهزيمة الثقيلة التي مني بها أمام فريق النادي القنيطري، لم يكن الأمر مفاجئا. وإن كانت المفاجئة هي أن تصل القضية إلى ردهات المحكمة التي استمعت للمتهمين، وحركت الدعوى. كان لا بد أن يطرح السؤال كبيرا، أين صوت جامعة الكرة من كل هذا، ولماذا اختارت وقتها الصمت أمام ما وقع، في الوقت الذي كان يفترض أن تكون طرفا في قضية جنحية، لكن بتوابل رياضية؟ اليوم يعود المتتبعون لطرح نفس السؤال هل ينتهي الموسم الكروي، خصوصا في بطولته الاحترافية، دون أن يثير تحفظ البعض، ودون أن نشير بالبنان لأي لاعب أو مسير أو مدرب يكون قد ساهم في إفساد الصورة، وتصل كرتنا إلى ردهات المحاكم بعد فضيحة الخميسات. كما يعود نفس النقاش حول الدور الذي يجب أن يلعبه الحكام في هذا الهزيع الأخير من بطولتنا. دور يصبح أكثر حساسية لأن الخطأ، ولو أنه بشري ويدخل في إطار اللعبة، فإنه يساوي، في هذا الوقت تحديدا، ثمنا غاليا. إنه الخطأ الذي قد يفوت على فريق، عارك وصارع لثلاثين دورة بحلوها ومرها، التتويج باللقب. كما قد يحكم على فريق أن يغادر قسم الأضواء فقط بصافرة غير محسوبة العواقب. لذلك يفترض اليوم، ونحن على أمتار من خط الوصول، أن تعلن مديرية التحكيم ولجنته المركزية عن حالة استنفار، إن لم نقل اسثتناء، بين قضاة الملاعب لكي يكون التركيز أكثر، وتكون القرارات التي تصدر عنهم عادلة. فقط لكي يفوز باللقب من يستحقه، ويغادر القسم الثاني من يستحق ذلك أيضا. لا نريد أن نعيش مع متم هذا الموسم نفس حكايات فريق الرجاء الملالي والنادي القنيطري، ولا حكايات أشبه بما عاشته كرة القدم المغربية من قبل. فالمغاربة يتذكرون كيف تفجرت قضية مباراة فريق النهضة القنيطرية وشباب المحمدية في الثمانينات، والتي لا يزال لاعبو النهضة الذين وجهت لهم أصابع الاتهام يقولون اليوم إنهم أبرياء بعد مرور قرابة ثلاثين سنة. أو حكاية فريق اتحاد الخميسات وفريق وجدة في السبعينات، والذي تلقت شباكه إثنتا وعشرين هدفا في مباراة واحدة أسابيع قبل أن يخوض المنتخب الوطني أولى مشاركاته في كأس العالم لسنة 1970 بالمكسيك مما دفع بالصحافة الفرنسية وقتها لتكتب باستهزاء وسخرية «احذروا المغاربة إنهم يسجلون أكثر من عشرين هدفا في مبارة واحدة».