أسالت المباراة الودية التي خاضها المنتخب الوطني أمام الأوروغواي يوم السبت الماضي، بملعب أدرار بأكادير حبرا كثيرا، واتفقت مختلف الآراء على أن المنتخب الوطني قدم مباراة جيدة، وأقنع بأدائه، رغم أن النتيجة لم تكن لصالحه وانهزم بهدف لصفر. لقد ساد التفاؤل بشكل كبير، لأن المنتخب الوطني الذي كان مدفوعا بدفق جماهيري كبير سانده منذ بداية المباراة كما لو أن الأمر يتعلق بمباراة رسمية، نجح في أن يلعب بأداء جماعي من المستوى الرفيع، وبتجانس كبير في مختلف الخطوط، وطغت لحمة الأداء الجماعي على الفردي، وشاهدنا ما لم نشاهده في أداء «الأسود» منذ فترة طويلة، فدائما كانت هناك حلقة مفقودة تجعلنا دائما نقف في نقطة الصفر، ودائما كان هناك إحساس لدى بعض اللاعبين بأن العدالة غائبة، وأن أمورا أخرى أحيانا لا علاقة لها بالعطاء التقني هي التي تحدد الاختيار، كما حدث عندما تم إبعاد الحسين خرجة من المنتخب الوطني رغم أنه كان في أوج عطائه، وبمقدوره أن يقدم الإضافة وأن يجمع حوله لاعبي المنتخب ليحققوا الهدف المنشود، قبل أن يعود اليوم إلى الأسود ومن الباب الكبير، وفي ذلك إشارة مهمة. اليوم، هذا الأمر أصبح في عداد النسيان، فهناك «خارطة طريق» رسمها المدرب الزاكي، وهناك انضباط ليس بالمعنى التأديبي للكلمة، وإنما انضباط على مستوى الأهداف وطريقة العمل والمشروع الذي يجب أن يدخل فيه اللاعب، فالبرازيلي دونغا المدرب الحالي ل»الصامبا» عندما تولى المهمة كان أول شيء قام به هو منعه لوالد نيمار من الالتحاق بتداريب المنتخب البرازيلي، حيث كان في الكثير من المرات ينزل بطائرة خاصة في الملعب ليلتقي بوالده على عهد المدرب فيليب سكولاري، الأمر الذي كان يتسبب في حالة من الارتباك. وإذا كان لابد من تحية المدرب الزاكي ومعه لاعبي المنتخب الوطني والجمهور الذي ساند «الأسود»، الذين أعادوا لنا الأمل والثقة في قدرتنا على متابعة منتخب وطني قوي ومشرف بمقدوره التأهل إلى مونديال روسيا 2018، إلا أنه لابد من إثارة الانتباه إلى أن المنتخب الوطني كان في الكثير من المرات يقدم مباريات ودية من مستوى عال أمام منتخبات كبيرة، لذلك، فمازال هناك الكثير للقيام به ومازال هناك عمل كبير ينتظر بادو الزاكي وطاقمه التقني، فإنزال اليدين والاستمتاع برد فعل الجمهور لن يجدي نفعا، فالمهم هو أن يكون «الأسود» في قمة الأداء عندما تبدأ ساعة الجد، والأساسي كذلك أن يكون للزاكي الكثير من البدائل في مختلف المراكز والخطوط، حتى يكون التوازن حاضرا بشكل دائم، ويكون «الأسود» بالمستوى الذي يرضي جميع المغاربة.