انتقد أداء مسؤولين في قطاع الصناعة التقليدية عبر أثير إذاعة "إم إف إم" بجهة فاس، فكان مصيره "العقاب"، ووجد نفسه محاصرا، حسب تعبيره، وممنوعا من ولوج معهد يعنى بالتكوين المهني للحرفيين غير بعيد عن أسوار فاس العتيقة. هذه حكاية عبد الإله القونتي، أحد نشطاء الصناع التقليديين في قرية "بنجليق" النموذجية لممتهني حرف الزليج والفخار بالعاصمة العلمية. القونتي قال ل"المساء" إنه عاش لحظات عصيبة يوم الجمعة الماضي، بعدما وجد نفسه محاطا برجال أمن، وأعوان السلطة المحلية، لأنه حاول ولوج مركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية، استجابة لدعوات صناع طلبوا منه القدوم لزيارتهم. وقال إن عاملين في المركز حاصروه وأخبروه بأنه ممنوع من دخول المركز بتعليمات من مديره. وربط بين هذا القرار وبين مشاركته في برنامج إذاعي انتقد فيه أداء المسؤولين في القطاع. وتطورت حكاية "الأبواب الموصدة"، إذ ربطت الإدارة الاتصال بالسلطات المحلية لإخبارها ب"الواقعة"، وبسرعة البرق حل بالمقر أعوان السلطة، قبل أن يحل رجل سلطة، مرفوقا بعناصر أمنية. وأشار هذا الناشط الجمعوي إلى أنه أجبر على مغادرة الفضاء، حيث تم نزع هاتفه النقال، وأخبر من قبل أطراف في السلطة بأن مسؤولين في هذا المركز لا يرحبون به في هذه المؤسسة خوفا من "تسريب" أخبار تخصه إلى وسائل الإعلام. وتم اقتياده إلى مقر أقرب مقاطعة إدارية بمنطقة "البطحاء"، وأخلي سبيله. واستنكرت عريضة تحمل توقيع العشرات من الحرفيين بالعاصمة العلمية، إلى جانب جمعيات وتعاونيات للصناع، ما أسمته "التصرف اللا أخلاقي المشين" الذي أقدمت عليه إدارة المركز، والذي تجلى، حسب ما جاء في العريضة، في منع عبد الإله القونتي، رئيس جمعية الصناع التقليديين، من دخول المؤسسة تحت ذريعة انتقاد تسيير المركز بالمنابر الإعلامية. وقالت العريضة إن تسخير أطراف في السلطة المحلية في هذا الحادث، يتناقض مع توجهات ملكية تريد لهذا المركز أن يكون معلمة لإيواء الصناع التقليديين، وتكوينهم، والنهوض بوضعيتهم الاقتصادية، والاجتماعية، خاصة وأن المركز الذي رأى النور في منتصف نونبر من سنة 2009، يعتبر من المشاريع الملكية التي أشرف الملك على تدشينها بالعاصمة العلمية، بغرض فتح مجالات التأهيل أمام الحرفيين، والفئات الهشة بالمدينة، وتمكين الصناعة التقليدية من آفاق التطوير لمواكبة تحديات المنافسة المطروحة.