تصريحات وزير الاتصال، مصطفى الخلفي، بأن تأثير الصحافة الرقمية تجاوزَ الإعلام الورقي أمرٌ يستحق أكثر من وقفة، لأن هذه التصريحات تدين بالدرجة الأولى وزارته وتسائلها عن الجهود التي بذلتها والحلول التي قدمتها من أجل تطوير الصحافة الورقية بالمغرب في ظل أزمة عالمية خانقة يعرفها القطاع. إن الدعم الذي تمنحه الدولة للصحف لا يرقى إلى المستوى المطلوب للحفاظ على الخدمة العمومية التي تقدمها وسائل الإعلام المكتوبة إلى المواطن المغربي، يجب على السيد الوزير ألا يركب الموجة التي تقوم، بمناسبة أو بدونها، بمحاولة تقزيم دور الصحافة المكتوبة لصالح إعلام رقمي يعرف فوضى ستكون نتائجها كارثية على الجميع. إن الطريقة التي أصبحت توزع بها بطاقات الصحافة على بعض المواقع الإلكترونية تثير أكثر من علامة استفهام بخصوص الجهة التي تحاول تمييع الصحافة التي لازال مهنيوها الحقيقيون يقاومون رغم الإكراهات الكبيرة التي يواجهونها في أداء عملهم كل يوم. على السيد الوزير، وعوض أن يدخل في نقاش عقيم حول من تجاوز من، أن يحرص على توفير مناخ صحي وسليم لجميع المهنيين العاملين في الحقل الإعلامي من أجل أداء رسالتهم النبيلة في إيصال الخبر إلى الرأي العام وتجاوز الصورة القاتمة التي ترسمها المنظمات الدولية عن واقع الصحافة والصحافيين في المغرب. إن ما يجب أن ينتبه إليه الجميع هو أن محاولات جر الفاعلين في القطاع إلى فخ المفاضلة تصب في اتجاه يخدم بالدرجة الأولى الساعين إلى التحكم في السلطة الرابعة.