شدد المشاركون والمشاركات في أشغال المؤتمر الدولي الثاني المنظم من قبل الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، بشراكة مع جمعية عماد للشباب والسلم، وبتعاون مع الجمعية الدولية لضحايا الإرهاب، المنعقد بالدار البيضاء يومي 16 و17 ماي 2015 تحت شعار "تسامح مائة في المائة"، على ضرورة إحداث صندوق خاص لدعم ضحايا الإرهاب، الذي طالب به الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش منذ سنوات، ومواكبتهم على المستوى النفسي هم وأسرهم. وحسب تقرير توصلت "المساء" بنسخة منه، فإن توصيات هذا الملتقى أكدت على التشدد وعدم التسامح مع ترويج خطابات الحقد والكراهية ونشرها عبر مختلف الوسائل، والعمل على تجريم هذا الفعل ومعاقبته قانونيا، كما تمت الدعوة إلى تحديد الوسائل الكفيلة بمحاصرة الفكر ذي النزعة الإرهابية، وتفعيلها على أرض الواقع، بالإضافة إلى إحداث متحف لحفظ ذاكرة الضحايا عبر العالم، مقترحين أن يحتضنه المغرب بالنظر إلى خصوصياته وتعدده الديني والثقافي واللغوي، مما يجعل منه حقيقة نموذجا للتسامح والتعايش. ومن بين الخلاصات التي تم التأكيد عليها، حسب التقرير ذاته، الإعلان عن ضرورة التأكيد على تعميق علاقات التعاون بين الجمعيات الدولية المختلفة، سواء تلك التي تخص ضحايا الإرهاب، أو الفاعلين والمهتمين بالظاهرة الإرهابية، وتطوير فعلها الميداني، ودعا المنتظم الدولي إلى تعبئة جماعية من أجل الحرص على استتباب الأمن، بعيدا عن النزعات الانفصالية التي تهدد أمن واستقرار العالم برمته، وليس المنطقة المعنية فقط. وجرى التنويه خلال اللقاء بأجواء السلم والتسامح التي يعرفها المغرب وبالمجهودات التي تبذلها السلطات المغربية في مواجهة كل أشكال الغلو والتطرف المؤدية إلى الإرهاب، كما دعوا إلى أن يكون الانخراط جماعيا بين كافة المكونات الحية وكل المتدخلين، من مختلف المواقع والمسؤوليات، من أجل نجاعة أفضل. وعرف المنتدى تنظيم مجموعة من الندوات حضرتها مجموعة من الفعاليات، وكان مناسبة للحديث عن ظاهرة الغلو والعنف والطرق البديلة لاستئصال هذه الظاهرة. وكان الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش نظم قبل أسابيع وقفة للوفاء تحت شعار (شهداء أحياء، ضحايا أشداء)، تخليدا لذكرى أحداث حي الفرح الإرهابية، بحديقة الإدريسية دامت قرابة 45 دقيقة. وجرى التأكيد خلال هذه الوقفة على الرفض الشديد لجميع الأعمال الإرهابية التي تمس سلامة المواطنين، وعلى مشاطرة الضحايا وذويهم الألم، ونبهوا إلى ضرورة إصلاح الحقل الديني، كما تخلل الوقفة إشعال الشموع وترديد عدد من الشعارات، ودعا بعض المحتجين إلى إحداث مجسم للشهيد محمد زنبيبة على غرار باقي ضحايا الأحداث الإرهابية.