احتضنت قاعة الندوات بكلية الطب والصيدلة، التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، يومي الجمعة والسبت 22 و23 ماي 2015، الأيام الصيدلانية في نسختها الثانية عشرة، نظمتها النقابة الجهوية لصيادلة وجدة، والتي تصادف عيد ميلادها السادس والثلاثين، كما تم تنظيم، على هامشها، النسخة السادسة للمسابقة العلمية للنقابة، والتي تمثل بالنسبة للصيادلة الممارسين في القطاعين العام والخاص حافزا يدفع إلى البحث في مجال العلوم الصيدلانية الحديثة، وبالنسبة للطلبة الباحثين قيمة إضافية كبيرة في مسارهم الأكاديمي العلمي. المكتب المسير للنقابة اختار هذه السنة أن يكون الموضوع الأساسي لهذه الأيام الصيدلانية «الصحة النفسية في المنظومة الصحية المغربية: الصيدلي بين الواجب والإكراهات»، مثيرا مجموعة من المخاطر التي يمكن أن تحيط بالصيدلي في حالة تنفيذ أو عدم تنفيذ وصفة طبية تحتوي على أدوية من قبيل المسكنات القوية للآلام ومضادات الاكتئاب. تميزت هذه الأيام بعروض وتدخلات لعدد من الصيادلة بهدف تسليط الضوء على أهمية هذا الموضوع وأثارت العديد من الإشكاليات والتساؤلات، منها «هل يعتبر المريض النفسي (المدمن) مريضا أو مجرما؟» و«لماذا تعتبر القوانين العامة (المدني والجنائي) كل هذه الأنواع من الأدوية بمثابة مخدرات؟» و«اعتقاد المجتمع المغربي الراسخ بأن الأمراض العقلية والنفسية تعالج بالطرق التقليدية: زيارة -الأئمة – الأضرحة (حالة بويا عمر كمثال…)» و»هل هناك متابعة للحالات المرضية مع السماح بأخذ الأدوية في حالة اعتقال بعض المدمنين في المؤسسات السجنية» و«هل المنظومة الصحية بالمغرب قادرة على تتبع هذا النوع من الأمراض وتحمل عبء هؤلاء المرضى كما هو حال بعض الأمراض العضوية المزمنة الأخرى؟» و«هل هناك إحصائيات جدية في هذه الأنواع من الأمراض؟»، تضاف إلى واقع تهريب الأدوية والمتاجرة فيها (سوق الفلاح بوجدة نموذجا).