منذ انتهاء ملتقى الاستثمار الخليجي بمدينة الصخيرات قبل أقل من 10 أيام والمدير العام لشركة الكندري للتجارة والمقاولات العامة الكويتية يجري الاتصالات ويزور بعض المناطق الفلاحية المغربية للاطلاع على فرص الاستثمار في ميدان الفلاحة البيولوجية في المغرب، والتي زاد الطلب على منتجاته في العالم خصوصا في الدول الغربية بالنظر إلى عدم استخدام المواد الكيماوية في إنتاجها. وصرح أحمد الكندري في تصريح لجريدة «المساء» من مدينة مراكش أنه يدرس بشكل جدي إقامة مزرعات في المغرب لإنتاج بذور عضوية للأصناف النباتية الأكثر استهلاكا وهي الشعير والقمح والذرة، على أن تتلو هذه الخطوة في حال نجاحها البدء في إنتاج الأعلاف وتربية الماشية والدواجن ثم إنتاج البيض والألبان اعتمادا على سلسلة غذائية قوامها المنتجات البيولوجية أو العضوية. بيد أن هذا المستثمر الكويتي لم يجد الطريق معبدا في المغرب، بحيث لم تقدم له أي دراسة وافية حول مستوى ملوحة الأراضي الفلاحية، واضطر إلى البحث عن الأشخاص المختصين في هذا المجال، وقد التقى ببعض المسؤولين في وزارة الفلاحة وبجهات رسمية وغير رسمية خلال مقامه في المغرب. وأضاف الكندري أن العديد ممن استشارهم داخل المغرب أشاروا عليه بأن أنسب الأراضي التي تتوفر على أقل نسبة ملوحة توجد في منطقة الحوز وفي المناطق الممتدة بين فاسومراكش، علما أن قلة نسبة الملوحة يعد من الشروط الحاسمة لإقامة زراعة بيولوجية، إلا أن من الجوانب الأخرى التي لم يجد لها المستثمر الكويتي إجابة لحد الساعة هي الإمكانيات المتاحة على المستوى العقاري، فهو أمام خيارات ثلاثة: إما كراء أرض من الدولة أو الدخول في شراكة مع أصحاب أراض مغاربة أو بناء مشروع استثماري يعتمد كليا على إمكانيات الشركة الكويتية. وحول الغلاف المالي المتوقع للمشروع وقدرته التشغيلية، أوضح المستثمر الكويتي أن كلفة المشروع لن تقل عن مليوني دولار أمريكي، وأن المساحة المطلوبة لإقامته تناهز 50 هكتارا في المرحلة الأولى، ومن شأن نشاط إنتاج البذور العضوية أن يخلق بين 50 إلى 100 فرصة عمل، ثم ترتفع إلى ما بين 250 إلى 300 فرصة عند بلوغ مرحلة تصدير اللحوم والإلبان التي اعتمد في تغذية الأصناف الحيوانية المنتجة لها على مواد بيولوجية. يشار إلى أن شركة الكندري للتجارة والمقاولات العامة شركة خاصة وهي تعمل في قطاع مواد البناء والنقل، ولأول مرة تفتح شهيتها على ميدان الزراعة البيولوجية.