خلال الندوة الصحافية الأخيرة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، قدم ربيع لخليع، المدير العام للمكتب، رقما بدا مستغربا لدى الكثير من مستعملي القطارات بالمغرب، فقد كشف الرجل أن دراسة أنجزها مكتب مستقل أظهرت أن 75 في المائة من الركاب راضون عن جودة الخدمات المقدمة لهم، مؤكدا أن هذه الدراسة اعتمدت أكثر من 50 معيارا للوصول إلى هذه النتيجة. لخليع، كما يقول المثل المغربي «مسح السما بليكا»، فقد نسي أو تناسى أن محطات القطارات كانت إلى الأمس القريب مسرحا لاحتجاجات واعتصامات غير مسبوقة في تاريخ السكك الحديدية بالمغرب، وأن مستعملي القطارات اضطروا غير ما مرة، في ظل تأخرها المستمر، إلى النزول إلى السكك وقطع الطريق عليها احتجاجا. لقد تحول السفر عبر قطارات الخليع إلى قطعة من جحيم لدى الكثيرين، لكن مدير المكتب الوطني للسكك الحديدية وجد في الأرقام والإحصائيات والدراسات مكانا للاحتماء ممن كانوا يطالبون قبل أيام قليلة بإقالته، بسبب تردي جودة الخدمات المقدمة من طرف المكتب، معتقدا أن ذاكرة المغاربة ضعيفة. وبالمقابل، بدا الرجل سعيدا وهو يقدم النتائج الاقتصادية التي حققها المكتب خلال السنة الماضية، والتي كشفت أن رقم معاملاته قفز إلى 1.45 مليار درهم، وأن عدد المسافرين ارتفع بنسبة 4 في المائة منتقلا إلى 39.5 مليون مسافر خلال السنة الماضية. يبدو، إذن، أن المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، لم يستوعب إلى الآن دوره في هذه المؤسسة العمومية، لأن منطق تدبير هذه الأخيرة يقتضي ضمان التوازنات المالية فقط والتركيز على تقديم خدمات في المستوى المطلوب، وليس البحث عن الأرباح، ولو على حساب الجودة، كما يفعل ربيع لخليع منذ سنوات.